رحل صباح الأحمد الصباح وفي نفسه أُمنية تعسّر تحقيقها !

 رحل صباح الأحمد الصباح وفي نفسه أُمنية تعسّر تحقيقها !

إنا لله وإنا إليه راجعون
{ كل مَن عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }

رحل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح ، عن الدنيا حيث المعلومية بالحواس الى الأخرة حيث لا يعلم ما فيها إلا رب الناس ؛ رحل بعد معاناة مع المرض ومعاناة أشد مع العمل الدؤود الذي أداه في خدمة بلده ودعم أُمته والتعامل الحكيم مع عالمه بما يخدم الصالح العام المشترك بين الدول لمنفعة الشعوب ..

رحل صباح الأحمد بألم عدم استطاعته تحقيق أُمنيته التي أولاها جل اهتمامه ، وهي أن يتمكن من اصلاح ما فسد بين الخليجيين بسبب المقاطعة والحصار الذي فُرض على دولة قطر من قبل رباعي تقوده السعودية يتكون من ( السعودية ، البحرين ، الامارات ، وتابعهم قفة مصر ) لكن أهل النوايا السيئة المبيتة في النفوس الخبيثة أبوا أن يقدروا ويحترموا ويثمنوا جهد وصدق واخلاص صباح الأحمد فيلبوا طلبه الذي هو في النهاية يصب في مجرى صالحهم جميعاً !

رحل صباح الأحمد بعد رحلة طويلة أمضاها في العمل الوطني بدءاً من الاعلام في شبابه وانتهاءً بالحكم في شخوخته ، وبين البدء والانتهاء محطات كثيرة داخلية واقليمية وعربية وعالمية تتراوح بين النجاح والاخفاق والقبول والرفض ، وان كان الايجابي في مسيرة صباح الأحمد أكثر بكثير من السلبي إلا أن بعض النقاط السلبية خاصة في الداخل كانت مؤلمة للنفسية الكويتية لا سيما في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير والمسيرة الديمقراطية ، حتى أن البعض صار يهمس بأن الكويت بعد التحرير صارت تابعة طائعة خاضعة منفذة لأوامر السعودية ، ويدلل البعض على ذلك بإقرار قانون الجرائم الإلكترونية والمقصود به متابعة المغردين الذين ينتقدون السعودية تحديداً لإعتقالهم وتحويلهم للقضاء ، واصدار مرسوم الصوت الواحد في شأن انتخابات مجلس الأُمة ، وهو المرسوم الذي تولد عنه مجلس مرزوق الغانم ( البصَّام ) وأيضاً معاقبة الوطنيين الذين يطالبون بتطبيق الدستور بسحب جناسي بعضهم والزج في السجن بالبعض الأخر ، الأمر الذي - لأول مرة في تاريخ الكويت منذ نشأتها - أدى الى أن يكون من بين مواطني الدولة الديمقراطية الدستورية ( الكويت ) هاربين الى الخارج خوفاً من المطاردات البوليسية والأحكام القضائية ..!

والسؤال المهم هو : ماذا سيكون عليه مصير المبادرة الكويتية في شأن اصلاح ذات بين الخليجيين ؟ 

29سبتمبر2020م