هل يجوز أن يحكم الدولة لصُّ أسرار وغيبة وتجسس ؟!
اللصوصية ليست مقصورة على النواحي المالية أو المنقولات المادية أو التسلل الى حظائر وشبوك المواشي وافراغها من البهائم في ليل بهيم وأهلها يغطون في نوم عميق ! بل اللصوصية أشمل من ذلك وأخطر ، ونعني بذلك لصوصية استراق السمع لإصطياد المتكلم بما تحدث حال محين الفرصة ، وكذا استراق الأسرار الخاصة سواء كانت رسائل بينية مكتوبة أو محادثات تلفونية مسجلة أو صوراً لمشاهد لا يرغب أصحابها اطلاع غيرهم عليها ؛ وقد جاء في التشريع الإلهي النهي عن استراق الأسرار { ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً }
ما سلف بيانه أردت التمهيد به للدخول في موضوع الساعة الذي ما زال حياً على القنوات الفضائية الاخبارية ، وهو الاتهام الموجه لـ محمد بن سلمان ( ولي عهد السعودية ) الذي سيتولى الحكم يوماً ما إذا لم يُطِح به سوء أعماله ! فقد تناقلت – وما زالت تنقل – المحطات الاخبارية خبر تجسس بن سلمان على الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس من خلال اختراق الأول لهاتف الثاني !
والسؤال هو : هل يجوز أن يتولى الحكم في دولة تدعي أن دستورها القرآن والسنة النبوية وهما جناحا التشريع الإلهي الذي من أحكامه تحريم الاطلاع بالتلصص على خصوصيات الناس ، أقول هل يجوز أن يحكم الدولة لصُّ أسرار وغيبة وتجسس ؟! وما مدى رضاء وقبول مواطني هذه الدولة خاصة المستقيمين عقلاً وديناً ، بأن يحكمهم خريج حرمنة ولصوصية تجسسية ؟!!
---
يزوس وبن سلمان
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً مفصلاً تتحدث فيه عن كيفية اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، وذلك بعد التقارير التي تحدثت عن الموضوع واتهمت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالوقوف وراء هذه الخطوة.
تاريخ العلاقة
بداية لا بد من الإشارة الى الجدول الزمني للنزاع بين بيزوس والسعودية، بحسب ما نشرت وسائل إعلام عالمية، حيث بدأ على خلفية عمل الراحل جمال خاشقجي مع صحيفة واشنطن بوست التي يملكها بيزوس في سبتمبر 2017.
في أبريل 2018 حضر بيزوس حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام، بعدها وتحديداً في مايو 2018 تلقى بيزوس ملف فيديو MP4 مشفرا تم إرساله من حساب واتساب الشخصي لولي العهد، وبعدها بدأت كميات هائلة من البيانات بالتسرب من هاتف بيزوس.
وفي أكتوبر 2018 قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، وبحسب وسائل إعلام بين نوفمبر 2018 - فبراير 2019 تلقى بيزوس رسائل واتس آب من بن سلمان قال بيزوس انها تحتوي معلومات خاصة وسرية عن حياته الشخصية. https://www.alhurra.com/a/%D9%83%D9%...6-/530566.html
تاريخ النقل والتعليق 23/1/2020م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق