الأحد، 8 ديسمبر 2019

خرّبوا بيوتهم برؤوسهم فبعثوا أقدامهم لترميم خرابهم ؟!

خرّبوا بيوتهم برؤوسهم فبعثوا أقدامهم لترميم خرابهم ؟!


بعد زيارة الرئيس الأمريكي ( المرعب ) ترمب للسعودية في 20 مايو 2017م وعقد ثلاث قمم ( خليجية ، عربية واسلامية ) برئاسته في الرياض ، استعرض فيها مع ما يسمى تجميلاً ( حلفاء ) كيفية ووجوب تنمية وحماية المصالح المشتركة التي هي في الأهم والأعم والأغلب أمريكية ، وبعد أن ختم ( أبو إيفانكا ) زيارته تلك بتسلم 460 مليار دولار كرم ضيافة بالظاهر وإتقاء شر في السر ، من يد ملك السعودية ( المرعوب ) سلمان الذي يبدو أنه أراد مشاركة الخليجيين في المبلغ الضخم بـ( القطية ) فإمتنعت قطر عن المساهمة في الجزية ليس رفضاً لتكريم سيد الجميع ( ترمب ) الذي رأس اجماعهم ، بل لأن قطر تريد أن يكون تكريمها للضيف ( السيد ) بمعرفتها وتقديرها منفرداً عن القطية التي ستسمى وتعنون باسم سلمان ومن السعودية ، على قول المثل " يتكرم البخيل من مال غيره " !

ومن هذه النقطة ( رفض قطر للمشاركة في القطية ) بدأ تطاير شرر الغضب من عيون سلمان حيث أشار في خطاب الختام الى أن دولة في المنطقة لها ضلع في دعم الارهاب ، وحالاً سلّط المخرج الاعلامي الذي ينقل الحدث ، الكاميرا على الوفد القطري ( ذكر ترمب هذه الواقعة حيث قال : " حين جاء الحديث عن الارهاب رأيتهم ( السعوديين ) يتلافتون الى الوفد القطري " ) !

وبعد انفضاض القمم ومغادرة الرئيس ترمب عائداً الى بلاده ، تباحث – لا شك – السعوديون مع توابعهم ومنفذي أوامرهم ، في كيفية الرد على القطريين الذين تكبّروا على كبير الخليجيين ، وأصروا على عنونة كرمهم للضيف باسم دولتهم ؛ فقفز شيطان العرب كما يسميه جيران الخليجيين ( محمد بن زايد ) وقال أنا لها ، يعني للفعلة التي ستؤدب القطريين وتأخذ بثأر السعوديين نظير ما تلقوه من اهانة لرفض الأولين تلبية طلب الأخيرين بتجميع ( الجزية ) قطية جماعية ، تسلم للمقطوط له ( المرعب ترمب ) بفردية منسوبة للسعودية !

وبالفعل ، وبأيام معدودات فعلت الامارات بأمر من ( شيطان العرب ) فعلتها الخساء ، حيث اخترقت إلكترونياً موقع وكالة الأنباء القطرية ، ونشرت من خلاله تصريحاً منسوباً ( كذباً وتلفيقاً ) لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ، أثناء رعايته لتخريج دفعة عسكرية ، بأنه أساء للسعودية بما معناه الانتقاص من مكانتها كدولة وجدارة حكامها ؛ وما صدق السعوديون ( فرحاً واغتباطاً ) أن تخدمهم الامارات بهذه الخدمة التي لا تقدر بثمن أقل من مستوى تتويج محمد بن زايد حاكماً فعلياً من وراء الستار للسعودية ومحمد بن سلمان نائباً له بمرتبة خادم ، وتم التتويج والتنويب على مبدأ " مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله " !

فإستدعت السعودية وجمعت بالمال والجاه والاستنخاء بعض الدول - انسحب بعضها لاحقاً ولم يتبقَ إلا ( الامارات ، البحرين ومصر ) وعقدت اجتماعاً مع الحاضرين قُرّر فيه مقاطعة دولة قطر من جميع النواحي السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية ، وفُرِضَ على القطريين حصار شامل ، وكان ضمن المقرر ( تم كشفه وتفشيله ) اعداد العدة لغزو واحتلال قطر واسقاط هرم نظامها واحلال محله دمية تُحرك بالأصابع السعودية / الاماراتية لما تشتهي وتريد هاتان الدولتان !

الآن بعد مضي سنتين وستة شهور على المقاطعة والحصار وبعد السيلان الاعلامي البذئ والتعرض للأعراض والطعن في الأخلاق والألفاظ المقززة والعبارات السوقية والشيلات والقصائد الهجائية ، و " علّموا قطر " وما الى ذلك من مسلك المنحدر ، هاهم يرسلون فرقهم الرياضية الى دوحة الجلد والطود الصلد ، متمنين أن يصلح لهم الرياضيون ما خرّبه السياسيون ( قادة دول الاستكبار المنهار ) !

فهل تنجح الأقدام في تطهير ما نجّسته الرؤوس ، وتصلح ما انكسرت به النفوس الذي بلغ من العمق أقصاه ، ومن الأذى أقساه ، ومن الجرم المبني على الكذب والتلفيق أنتنه وأخساه ؟

تاريخ الاعداد والنشر 29/11/2019م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...