الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019

الكرامة وصيانتها فوق السياسة وحقارتها

الكرامة وصيانتها فوق السياسة وحقارتها


كنت تمنيت لو أن القيادة القطرية وجهت للمتآمرين الخائنين الملفقين الكاذبين المحاصرين ، لكمة مؤلمة تتمثل في الانسحاب من مجلس ( التخاون ) الذي صار مزبلة تتحكم في نتانتها السعودية وتنشر زفارتها على مَن حولها ، لكن للأسف لم تتحقق الأمنية !

قد يقول قائل - من أولائك الذي يصادرون المعرفة عمَّن لا يتصف بالعبودية مثلهم - السياسة لها أهلها والقيادات تعرف ما لا تعرف الشعوب وعلى الشعوب التسليم والطاعة والانقياد والتنفيذ دون نقاش اذاما قرر الحاكم أمراً حتى لو كان تطليق الزوجة من زوجها !

وأقول لهؤلاء الانبطاحيين المستبهمين الذين يطالبون ببله وغباء أن تترك السياسة للمتولين شأنها من حكّامٍ وشخوصٍ معيّنين ، ولا يخوض فيها العامة مهما كانوا من المتعلمين ، لهؤلاء الذين يرون كرامتهم وعزّتهم في الذلّة والطاعة العمياء للحاكم حتى لو كان ( بزراً ) ملتصقة حفاظته في مؤخرته كالذي يدير شؤون السعودية الآن بتخويلٍ وتخلٍ من صاحب العهد المظلم الذي بدأ بالظلم لأقرب انسان يتصل معه بقربى الرحم ، فكيف بِمَن هذا وصفه ونهجه يكون فيه خير لجار أو صديق ، أقول لهؤلاء المتخلين عن الكرامة والعزة ، السياسة ليست مثبتة بمسمار في كرسي الحاكم أو الوزير حتى اذا وصلها معتلياً الكرسي السلطوي اكتسبها واحتكرها ، وهو الذي قبل الوصول لغرفة وجود الكرسي لم يكن من أهلها - بحسبهم - السياسة يعرفها بحذافيرها ومساراتها ومتطلباتها كل انسان لديه عقل سليم وفكر حكيم ، حتى السابقون من غير المتعلمين كانوا يمارسون السياسة في تعاملاتهم وحروبهم ومصالحاتهم !

وأنا أرى أن السياسة التي وتصف بالقذرة لما يحصل فيها ومنها وبها من تصرفات وسلوكيات قد لا تمت للأخلاق ولا للدين بصلة بل تثلم هذه وتلك ، أراها تحت مستوى الكرامة والعزة والإباء ، فإذا اصطدمت بهذا الثلاثي الأرفع فأنها تسقط لدى مَن يحترمون عقولهم التي منحهم إياها الله وبها ميّزهم عن سائر المخلوقات !

لذلك كنت تمنيت وما زلت أتمنى - في حال لم يبت في أمر حصار قطر بالاعتذار والتعويض للقطريين من الذين أساؤوا اليهم ولفّقوا بحقهم كذبة اجرامية بنوا عليها حصارهم لدولة عضو في مجلسهم الخائب - أن تتسلح القيادة القطرية بالشجاعة - لا السياسة - فتعلن الانسحاب من مجلس ( التخاون ) الخليجي ، وبذلك تكسب كرامتها وتصون عزتها وترفع رأس شعبها الذي لم تبدر منه الخيانة - قط - ضد أحد ، فكان جزاؤه المقاطعة والحصار والطعن بالأعراض والشتائم بأقذع الألفاظ وأحط العبارات ، من قبل اعلام ومطبلي دول الحصار التي تدّعي العظمة والتعالي على الكرماء ، وهي تحت الجزمة أمام الغرباء الذين يكيلون لهؤلاء المتعاظمين - على مدار الساعة - عبارات الاهانة والإذلال والسخرية والازدراء ، ثم لوي الأُذن والحلب عصراً حتى نزيف الدم !







تاريخ الاعداد والنشر 14/11/2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...