الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

تغيير ، تحويل ، اصلاح

تغيير ، تحويل ، اصلاح


ثلاث مسميات يتم تداولها على مدار الساعة وفي كل حوار ونقاش وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، توصف بها الحال السعودية في العهد السلماني الذي سبق من صاحبه وصفه بما هو أهلُ له !

وللناظر من الخارج فالمسميات تعتبر مرادفات من جمائل اللغة العربية تعني موضوعاً واحداً ، فيقول - لسان حال الناظر من الخارج - لماذا لا يكتفى بعبارة واحدة من هذه العبارات ليشار بها الى المراد المقصود ؟

أما الناظر من الداخل فيستبين الفارق في المعنى بين تلك العبارات ، وهي كالتالي :-

1 - التغيير = نسف الوضع القائم من قواعده واحلال أو بناء أخر محله .

2 - التحويل = الانتقال من جهة الى أخرى في ذات المسار .

3 - الاصلاح = جبر كسر أو تسوية مبعثر أو تجميع مفكك ..الخ .

طيب ، أين موقع السعودية في عهد سلمان وبقيادة ابنه المفضل والمفوض من قبله في ادارة شؤون البلاد والتصرف بحقوق العباد ؟

قبل الاجابة وربما تظهر من خلال السياق ، نود الاشارة الى أن السعودية منذ نشأتها الأولى في الدرعية بالتناصر ( الديني / الدنيوي ) بين محمد بن سعود ( سلطة دنيوية ) ومحمد بن عبد الوهاب ( سلطة دينية ) كانت تعتمد الدين من ثوابتها الأساسية الى درجة أن علمها يتضمن آية التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وفيها أُنشئت ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وهي مؤسسة دينية بوليسية قضائية تُعنى بالدين وقصر الناس عليه ومحاسبتهم عن التقصير فيه ، ومن ثوابت هذه الهيئة التي تم حلها واخفاؤها في الزاوية المظلمة في عهد سلمان والفاعل بأمره ابنه ( ولي العهد ) أن الموسيقى حرام ، والغناء حرام ، والاختلاط حرام ، والتبرج حرام ، والمسرح والسينما والتمثيل وتنقل المرأة بلا محرم ولبس العباءة الكتفية للنساء ..الخ ، كل ذلك حرام زؤام ، وكبائر أثام ، يستحق فاعلها الاعدام !

والمعروف للجميع أن سلمان بن عبد العزيز ( الملك اليوم ) لم يغب عن الدولة ومتابعة وادارة وتنفيذ شؤونها من جميع الوجوه ، متسلسلاً في المناصب حتى تولى السلطة - طبقاً نظام توارث الحكم - ( ملكاً ) في عام 2015م خلفاً لأخيه المتوفى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبعد أن طرد أخيه مقرن بن عبد العزيز من منصب ولاية العهد ، وألحق به بعد تعيين صوري في منصب ولاية العهد ، ابن أخيه محمد بن نايف ، عيّن ابنه ( المدلل المفضل ) محمد ولياً للعهد ، وهو لما يتجاوزعتبة المراهقة ، وولاّه بالاضافة الى ولاية العهد 10 مناصب أهمها وأخطرها وزارة الدفاع التي لا يفقه في شؤونها ( ألف ، باء ) !

وبعد هذه السلسلة الاجرائية التي أجراها سلمان من أجل أن يجعل ابنه ( المدلل ) فوق الجميع ومفضلاً عليهم ومتصرفاً في شؤون الدولة بلا منازع ، ابتكر وأشار المستشارون ( أغلبهم ان لم يكن كلهم مراهقون ) فكرة تسويق محمد بن سلمان في الداخل ولفت النظر إليه في الخارج ليحظى برضاء شباب الداخل الذي أنهكه الحج اسبوعياً الى البحرين ودبي ، ورضاء الخارج خاصة أمريكا وبالتحديد الرئيس المرعب ( ترمب ) حيث اذا تحقق للسوبرمان بن سلمان هذان العنصران فأن تربعه على كرسي الحكم سيكون مضموناً ، فتم الترويج للسوبرمان الذي كبا في القنصلية بإسطنبول يوم 2 أُكتوبر 2018م فإستحق عن تلك الكبوة لقب ( أبو منشار ) بأنه اصلاحي ، وأنه بطل التغيير وتحويل المملكة من حال قبيح - من وجهة نظره - الى حال جميل ، يتمثل في الحجر على الدين واعتقال وسجن الدعاة الدينيين ، لأن هذا هو المدخل المهم والضروري لما يراد بثه في المجتمع ونشره على نطاق واسع في كافة مناطق الدولة ، وهو بالمختصر تحليل ما كان حراماً وتحريم ما كان حلالاً ، وبمسمى اغرائي ( الترفيه ) حيث الرقص والغناء الجماعي ( نساءً وذكوراً ) والاختلاط المسرحي ، والمصارعة النسوية أمام الرجال !

نحن نعلم وغيرنا كذلك ، بأن الغيير يعني نسف الماضي بأكمله بما فيه النظام الذي يسيّره ويسير به ، بمعنى أدق ، كأن يحصل انقلاب في الدولة الملكية فتتغير بمسماها وأنظمتها ومنهجيتها الى جمهورية بما يترتب على ذلك من أمور وقوانين ، ولأن ذلك لم يحصل في السعودية فعبارة ( تغيير ) مستبعدة ولا تنطبق على ما حصل في السعودية بعهد سلمان وادارة ابنه ( المدلل )

ولأن عبارة ( اصلاح ) تعني وجود فساد أو خراب ، أو انحراف ، يستوجب بذل الجهد لإصلاحه ، وحيث أن مدلول هذه المفردات حاصل ومعشعش بالترسخ في كافة مؤسسات والأنظمة واجراءات الدولة السعودية ، وما زال قائماً في عهد سلمان وابنه ( المفضل لديه ) فأن الصفة الاصلاحية مستبعدة - أيضاً - في عهد سلمان وابنه ( ولي العهد ) !

يبقى المسمى الأقرب للصواب بأن يوصف به العهد السلماني بإدارة ( أبو منشار ) وذلك هو ( التحول ) حيث التحول يعني الانتقال من حارة في الطريق الى حارة أخرى من ذات المسار ، أي أن العربة السعودية بقيادة سلمان بن عبد العزيز - الناهج على منهاج سابقيه - كانت تسير في الطريق الفاسد الخرب بإستخدام الحارة المخصصة للإبطاء في السير ، فتخلى سلمان عن القيادة وسلمها لابنه ( أبو نشقة ) المشهور في مراهقته بالتفحيط في شوارع الرياض ، فتحول الابن بقيادة المركبة الى الحارة المخصصة للإسراع من ذات الطريق الفاسد ؛ وبهذا يكون بن سلمان قائد تحويل من عليل الى أعلّ ، مع فارق أن العلّة الأولى أبطأ وتأثيرها أهون ، أما الثانية فأسرع وحتمية الهلاك أضمن !


تاريخ الاعداد والنشر 8/11/2019م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...