السعودية تبحث عن رأسها بين الركام المتهاوي للتحالف المنهار !!
من يوم أن أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ( الحالم بذكرى لم يُذكر بها غيره وقد حصلت بعكس ما يريد ! ) الحرب على اليمن في 25 مارس 2015م بتحالف جمعه بالشراء والرشى والاستئجار مستنفداً في ذلك ميزانية الدولة التي تركها سلفه ( الملك عبد الله ) بفائض قدره 386 مليار ريال سعودي (102,9 مليار دولار) وأضاف الى انفاد فائض الميزانية ما تم استقطاعه من الرواتب وما حُصِّل بقطع العلاوات ورفع الرسوم وتعظيم الضرائب وتصعيد الأسعار ، منذ ذلك اليوم المشؤم ومؤشر الخيبة والخسران يلوح في الأُفق وكل يوم يكبر ويتجلى أكثر ، معلناً بقرب محين الانهيار !
وقد حصل بالفعل الانهيار للبنيان التحالفي المقام على أساس هيال من خلطة مكوناتها عناصر فاسدة خلطتها السعودية على عجل استباقاً لدنو الأجل للزعيم المبجل الذي حلم وأراد أن يجعل له في صفحات التاريخ بصمة واضحة وميزة فارقة يعرف بها ويذكر في حياته وبعد مماته !
بدأ الانهيار التحالفي بإنسحاب الامارات من الجنوب اليمني ، ثم أردفت ( الامارات ) بالحج الى ايران التي تعتبرها السعودية العدو اللدود المشارك بالحدود ، وتصافحت اليد الاماراتية باليد الايرانية على مرأى ومسمع من قائد التحالف ( سلمان ) وابنه وزير الدفاع ( المهدد بنقل الحرب الى العمق الايراني ) ولم تكتفِ الامارات بذلك ، بل زادت الجرح إيلاماً حين أوعزت لمليشياتها التي أسستها ودربتها ومولتها بأن تشعلت نار الحرب في الجنوب اليمني بهدف انتزاع السيطرة على العاصمة ( عدن ) وتبسط السيادة على جميع المحافظات والمدن الجنوبية ، بمعنى انقلاب كامل المواصفات على ما يسمى بالشرعية التي تدعمها السعودية ويمثلها الدنبوع ( هادي ) الذي يدير مهامه الرئاسية من فندق تجميع النطيحة والمتردية بالرياض !
وما زالت الحرب - حتى الساعة - محتدمة ولهيبها متقد حول قصر المعاشيق الذي كان يتعاشق فيه السعوديون مع الاماراتيون أيام سني العسل ، قبل تفجير باخرتي الفجيرة وناقلة النفط السعودية في الخليج العربي ، الأمر الذي أفزع الامارات حيث أيقنت من أن الخطر قد اقترب منها وسيصيبها في مقتل لا محالة إن لم تنجو بجلدها ، وأول خطوات طريق النجاة الانسحاب من اليمن ، والحج الى ايران بيدٍ ممدودة للصلح والتصافي مع عدو السعودية الذي بُنِيَ التحالف من أجل ركاعه وهزيمته !
وقد فعلت الامارات ما حبب فيها الايرانيين ، وأرضى عنها اليمنيين المتصدون للعدوان الاجرامي بقيادة الحوثيين الذين كافأوا الامارات بتأجليل موعد ضرب الأبراج التجارية والمؤسسات الحيوية في أبو ظبي ودبي ، ريثما يتحققوا من صدقية انسحاب الامارات بالكامل والتمام من تحالف حرب الاجرام الذي تقوده السعودية !
واليوم نقلت وسائل الاعلام خبراً يفيد بأن الامارات سحبت الدعوى القضائية المرفوعة ضد قطر عبر جهاز تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية ، وتستهدف بذلك كسب ود ورضاء دولة قطر، بأمل أن تسحب الأخيرة بدورها القضية المقامة منها ضد الامارات في ذات الشأن التجاري ، فيتم التصالح وتنسحب الامارات من الرباعي المحاصر لقطر ، وبالتأكيد ستلحق مصر ( السيسي ) بالامارات في ذات المسار ، فيتعاظم الهم على السعودية التي أرادت تكبير الرأس فصغر ، وهي الآن تبحث عن الصغر بين الركام المندمر، كما يقول المثل عن دعوة مَن رأى ليلة القدر " ربِ أرجع رأسي كما كان " !!
تاريخ الاعداد والنشر 10/8/2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق