قناة الجزيرة الفضائية .. المكان .. اللسان .. الهوية !
من المعلوم أن قناة الجزيرة الفضائية الاخبارية أُنشئت في 1 نوفمبر 1996م ( غير معروف صاحب الفكرة ) لكن مذكور في التعريف بالقناة أن المؤسس هو ( حمد بن خليفة آل ثاني ) ، وتمت الاستعانة في بداية التأسيس والاستمرارية الاخبارية والحوارية ، بطاقم مهني مخضرم أغلب منتسبيه من كبار السنة الذين كانوا يعملون في هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) ولديهم خبرة ثقافية وعلمية واعلامية متميزة ، مهنةً وعمراً ؛ ثم توالت التطويرات الاعلامية والثقافية والتغطيات الاخبارية على قناة الجزيرة حتى الساعة .
ما سلف ذكره ليس إلا تمهيداً أو لنقُل باب مدخل الى ما نحن بصدده ( فكرة المقال ) وهي عبارة عن ملاحظات رصدها عن قناة الجزيرة المتابع لنشاطها الثقافي والاعلامي والاخباري ، وتتمثل الملاحظات في أن هذه القناة - حتى اليوم - لا يوجد فيها قطري كمذيع أخبار مباشرة أو مغطي أحداث ساخنة أو مندوب متابعات لمؤتمرات قممية أو صحفية ، فقط اثنان قطريان في القناة أحدهما للمناوبة في نشرة الأحوال الجوية ، والأخر للمناوبة في نشرة الأخبار بالساعات الأولى للفجر !
فهل قناة الجزيرة قطرية اللسان ( انتساب ) والهوية ( العرق ) أم أنها تستأجر موقعاً في قطر تعد فيه برامجها وتنسق بداخله نشاطها ومنه تنطلق وإليه تعود ؟
وهل لسان قناة الجزيرة ( توجهها ) قطري بحت ؟ أم قطري / خليجي ؟ أم قطري / خليجي / عربي ؟ أم كل هذه التصنيفات مجتمعة ؟
ولماذا - حتى الآن على مدى 23 عاماً - لم يوجد قطريون ضمن طاقم مذيعي الأخبار في قناة الجزيرة ومراسلي ومندوبي الأحداث الساخنة والتغطيات الاعلامية كالمؤتمرات القممية والصحفية ؟
هل القطريون غير جديرين بالمهمة الاعلامية أم غير مرحب بهم وممنوع توظيفهم في القناة ؟
واذا كان الاحتمال الأخير هو الصحيح ، فمِمَّن القرار المتخذ بشأن عدم توظيف القطريين في قناة الجزيرة ؟
هل قرار عدم توظيف القطريين كمذيعين في قناة الجزيرة صادر عن المؤسس ( حمد بن خليف آل ثاني ) ؟ واذا كان الجواب بنعم فهل الأمر برغبته أو مفروض عليه ؟ أم أن صاحب القرار هو مدير القناة الأجنبي الذي يبدو - لسبب أو لأخر - لا يستطيع أكبر رأس في قطر ثنيه عمّا يريد اتخاذه من قرارات لا تخدم القطريين ؟
وفي الأخير ، ما هي الهوية الحقيقية لقناة الجزيرة ( القطرية ) ؟ والمقصود بالهوية هو العرق أو العمق الذي تسعى قناة الجزيرة لخدمته وتنشئته ببطء وتركيز معمّق تحت غطاء التشتيت الذهني والتمويه الشكلي متعدد الوجوه والصفات ، ريثما يكبر ويشتد عوده تحت الغطاء ويكون قادراً على المقاومة وتحقيق الانتصار بأقل تكلفة ، فتظهرها قناة الجزيرة وتعلن عنه بالصوت والصورة ؟
تاريخ الاعداد والنشر 7/8/2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق