الاثنين، 22 أبريل 2019

أيهما أقوى وأسرع في تلبية النداء واغاثة الملهوف .. الله أم أمريكا ؟

أيهما أقوى وأسرع في تلبية النداء واغاثة الملهوف .. الله أم أمريكا ؟


مَن يقرأ القصص الواردة في القرآن عن الأُمم التي خلت في العصور السابقة على بعثة الرسول محمد بن عبد الله ونزول الوحي عليه بما يعرف الآن بالقرآن ، يجد أن عقابات إلهية ( من الله ) عديدة ومتنوعة قد حلت بتلك الأُمم جزاءً وفاقاً لما اقترفته من آثام ومعاصي بعضها لا يرقى في أعراف وقوانين اليوم الى مستوى الاجرام الفاحش ، كالإخلال بالميزان ، أي الغش الذي هو اليوم يعتبر شطارة وذكاء تجاري لا يجرّم فاعله إلا في ما ندر اذا مُسك بالجرم المشهود من قبل مخوّل بالضبطية الميدانية وقل ما يحصل ذلك ، أو أن يعاقب اذا ضبط لأن الواسطات ستشتغل والقوانين ستكسر والقضاء سيجبر على تبرئة الغشاش وربما تجريم المغشوش !!

فإذا كانت الأُمم في تلك العصور تعاقب إلهياً عن جرائم لا يرقى معظمها الى مستوى أدنى جرائم الأُمم في هذا العصر ، فكيف لا ينزل عقاب إلهي بمجرمي هذا العصر الذين يريقون الدماء ويزهقون الأنفس ويستحلون المحرمات ويدمرون الممتلكات ويخربون المؤسسات ويفرضون الحصار والتجويع والأمراض الوبيئة في الدول والمجتمعات التي يستضعفونها ويستقوون عليها بجمعهم التحالفي واسنادهم الأُممي ؟!

لقد نادى الكويتيون أمريكا واستغاثوا بها لتخليصهم من المحتل ( العربي المسلم / العراق ) فإستجابت على عجل بقيادة جورج دبليو ووكر بوش ( الأب ) رحمه الله ، وحشدت جمعاً أُممياً وقادته باسم عاصفة الصحراء بقيادة ميدانية تولاها الغضنفر شوارزكوف ، وتم التحرير ودحر الشرير في خلال 41 يوماً من بدء انطلاقة عاصفة الصحراء في 17 يناير 1991م حتى اعلان التحرير في 26 فبراير 1991م .

وأغاثت أمريكا أهل البوسنة والهرسك المسلمين ضد الصرب المسيحيين ( أمريكا مسيحية ) ! وكذا فعلت أمريكا بشأن كوسوفو ( مسلمين ) ! وما زالت أمريكا على أُهبة الاستعداد والاصغاء لنداءات المستغيثين لتنجدهم وتخلصهم من ظالميهم على مستوى العالم !

بينما نجد المسلمين المظلومين كاليمنيين - مثلاً - يرفعون الأكف بالدعاء لله والقنوت في الصلاة استغاثة بربهم أن ينصرهم على الظلمة المتحالفين عليهم بالاجرام بقيادة دولة موغلة في عظائم الكبائر الاجرامية بحق الانسانية ، ومع ذلك لم ينزل بالمجرمين عقاب إلهي ولا نصر للمظلومين تحقق بفضل الدعاء والقنوت !؟
ما السبب يا ترى ؟

هل للمسافة التي يعرج فيها الدعاء الى الله في السماء من الأرض دورٌ في بطء الاستجابة ؛ حيث يقول الله { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون - الحج /47 } وقال { يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون - السجدة /5} ؟

اذا كان للمسافة دخل فلن يرى اليمنيون الأحياء اليوم وعدة أجيال من خلفهم نصراً على الظالمين الذين سينتهون - أيضاً - ويخلفهم سلالة منهم قد تكون مثلهم في الاجرام وعدم التعرض للعقاب ، أو ان تكون سلالة مختلفة في تدينها ونهجها وتصرفاتها !!



تاريخ الانشاء والنشر 14/4/2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...