ضاعت الأولى بالربكة والتوهان وحانت الثانية فلا تضيعها يا سلمان !
في خطابه أمام مجلس الشورى توقع المراقبون والمحبون أن يعلن الملك سلمان بن عبد العزيز تخليه عن كرسي الحكم لصالح ابنه ( ولي العهد ) محمد ، خاصة وأنه قد بلغ من العمر عتياً وصار لا يدرك كثيراً مما يجري في البلاد التي تولى أمرها من الألف الى الياء ابنه المحبوب لديه والمدلل من قبله ( محمد ) لكن سلمان لم يفعل ، ربما سها عن انتهاز المناسبة الجامعة بسبب تزاحم المشاكل على فكره الذي لم يعد يستطيع التفكير ، لا سيما قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول التركية ، على أيدي فرقة اعدام من عتاة القتلة الذين بلغ عددهم 15 حين كانوا في تركيا و18 – 21 بعد أن عادوا الى السعودية منهين المهمة الدنيئة التي – قطعاً وبتاً – لم ينفذوها بمحض ايرادتهم ، بل بالتأكيد أن سلطة نافذة في الهرم القيادي المدير للدولة قد أعطت الضوء الأخضر للتخطيط والتنفيذ وربما أصدرت أمراً بذلك مباشرة ، ذلك لأن فرقة الاعدام للمعارضين والمنتقدين للسياسة السعودية السلطوية في الداخل والخارج بعضهم برتب ومناصب عسكرية وأمنية ومخابراتية عالية ، وقطعاً لا يمكن أن لا يدري ولي العهد محمد بن سلمان – الذي يتولى ويدير شؤون الدولة بصلاحياته وصلاحيات أبيه - عن تصرف هؤلاء إذا لم يكن هو مَن أمرهم بإتمام ما حصل !
اليوم بعد أن اقتحم محمد بن سلمان قمة العشرين وخطف الأضواء وجذب اليه فلاشات التصوير للإعلاميين والمحبين والمعجبين بهذا الشبل الذي يفوق ضخامة الشيول ، وضخامته ليست دليل اشتباع فوق المستطاع أدى الى انتفاخ الجسد بما فسد ، أبداً ، وانما هموم الدولة ومعاناة الشعب وتحديات الأحداث ومؤامرات وكيد الأعداء والحاسدين هي التي نفخت رأس الفارس فإمتد الانتفاخ الى بقية تقاسيم الجسم ، أقول اليوم بعد هذه الفراسة التي افترس بها محمد بن سلمان زعماء قمة العشرين ثم أنكف يواصل جولاته التفقدية لأحوال الأصدقاء والأشقاء في القارة الأفريقية بعد أن بدأ قبل القمة جولة على الرباعي الحميم ، وجب أن يُكرم من قبل أبيه ( سلمان ) بعد أن نال التكريم من الشعب السعودي بالتصفيق والهتاف والدعاء بالحفظ وطول العمر عبر منتديات الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وذلك ( الإكرام ) بتتويجه ملكاً على البلاد وولي أمراً للعباد في حضرة وحياة أبيه ليفرح به في حياته ويرى شبابه بالطيش والجد في الابن المجد !
فهل يفعل سلمان الواجب ( التنازل عن الحكم لصالح ابنه ) منتهزاً فرصة تزكية قمة العشرين والأفريقيين والرباعي الخليجي ومصر الضنين لولي العهد المكين ، أم يضيعها سلمان كما ضيّع الأولى حين حانت وقطوفها دانية فلم يقطفها لابنه المفضل من بين جميع أبنائه !
تاريخ الانشاء والنشر2/12/208
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق