هل هو عدم ادراك أم خوفٌ من عراك ؟
الرياح العاتية العالمية السياسية والجنائية والحقوقية هبت على السعودية بدءاً من حدوث قضية مقتل الصحفي السعودي في القنصلية السعودية بتركيا ( جمال خاشقجي ) و كانت السعودية في البداية تنكر أن يكون قد حصل شئ من هذا النوع ، ثم عادت وقالت صحيح أن خاشقجي دخل القنصلية في اسطنبول لانجاز معاملة خاصة وغادر القنصلية ، ولا يعرف عنه بعد ذلك شيئاً ، وبعد التسريبات الاعلامية والتصريحات التلميحية الفاضحة والمدمية للسعودية التي انتهجتها تركيا ( اعلاماً وحكومة ورئيساً ) أعلنت السعودية في بيان رسمي أن جمال خاشقجي قتل من قبل عصابة تجاوزت النظام ( القانون ) وتم اعتقال أفرادها وعددهم 18 ( تركيا قالت 15 ) وسيحقق معهم ويعاقبون ، ثم توالت البيانات السعودية الرسمية السياسية والقضائية حول القضية بتباين وتناقض معيب ومريب !
ومَن يتابع الأمر يستنتج أن رأس محمد بن سلمان مطلوب قطافه ، وسيستمر الهرج والمرج والخض والرج حتى يطاح بمَن نعت سفاح !
وهنا لاحت فرصة ذهبية لم يغتنمها الملك سلمان - ربما لعدم ادراكه لها لتوعكه صحياً من حيث العقل والذاكرة والتفكير ، أو خوفاً من أن يحصل حراك وعراك بين أفراد الأسرة الحاكم يؤدي الى انهيار الدولة ككل ! والفرصة أعني بها تتويج محمد بن سلمان ملكاً بتنازل أبيه له على الطريقة القطرية ، وبهذه الحركة سيخف الضغط العالمي ويختفي نهائياً لأن المطلوب صار حاكماً وصارت الحصانة أرفع وأمنع ، وسيحسب كلٌ مصلحة بلاده مع السعودية بغض النظر عمَّن يتولى الحكم فيها !
الآن الكونجرس - بعد الاستماع لتقرير وكالة المخابرات cia - رغم العطلة تنادى بعض أعضائه لإجتماع يتم فيه تدارس واعداد صياغة ادانة وتجريم وطلب محاسبة لـ محمد بن سلمان عن جريمة مقتل جمال خاشقجي وحرب اليمن الاجرامية العبثية ، وسوف يصل البتّار الى رقبة المطلوب اذا لم يسارع سلمان فيحمي ابنه بتوليته عرش المملكة لتخبو نار المستعرين وينجبروا مرغمين على التعامل مع ( الملك محمد بن سلمان ) يداً بيد وعيناً بعين !
فهل يغتنم سلمان الفرصة أم يضيعها بإطالة التفكير في يصير أو ما يصير ، فلا ينتبه إلا وقد قصف القاصوف ابنه المحذوف !
تاريخ الانشاء والنشر 5/12/2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق