سلمان .. الشجاع الذي لا يُراع !
منذ أن عرفت وأنا أسمع حكايات الحاكين بأن سلمان بن عبد العزيز آل سعود هو أشجع رجال الأسرة الحاكمة السعودية ، ولأنه كذلك فرض نفسه عميداً لآل سعود يقوّم معوجّهم ويؤدب مذنبهم ، ويعيّن مَن يريد في المنصب الذي يراه مناسباً له ، ومخصصاتهم المالية تحت يده ورهن تصرفه ، مَن رضي عنه زاد له في مخصصات ومَن غضب عليه أحرمه من الملذاته .. وغير ذلك من المناقب والصفات !
وبعد أن تولى سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم ملكاً على السعودية خلفاً لأخيه عبد الله بن عبد العزيز ، وبعد أن خطب في المبايعين والمحبين وأنبأهم وبشّرهم بمواصفات عهده وسير نظام حكمه ، وكيف أنه سيكون عهداً مختلفاً عن العهود السابقة بمائة وثمانين درجة (180) على الدولة بمؤسساتها الوطنية الرسمية والأهلية ، والأُمة بفئاتها وشرائحها وطبقاتها الاجتماعية ، بعد ئذ بدأ عهده بترسية ما تعهد وبشر به شعبه وجيرانه وأُمته التي تلقب بخدمة مقدساتها ، وقد صدق وصدقته الأحداث ( الانجازات ) المتاولية منذ تربعه على كرسي الخدمة (لا) كرسي المنفعة !
واستميح القراء وأعتذر منهم عن عدم ذكر التسلسل الانجازي تجنباً للاطالة ، لكنني سأشير بعجالة الى ثلاث (3) محطات غاية في الأهمية ، حيث تجلت فيها الشجاعة السلمانية بأبهى صورها ومعانيها ، الأمر الذي تأكدتُ من خلاله بأن احدى مرادفات الشجاعة في اللغة العربية ، هي عبارة ( سلمان ) كيف لا وهو الذي مرّغ أنف ملالي ايران في الوحل وما زال الأنف الصفوي مغموساً طيلة 3 سنوات ونيّف في مستنقع اليمن !
ثم استدعى على عجل رئيس أمريكا ترامب ( الذي شايف نفسه ) ورافع خشمه ، للحضور صاغراً الى الرياض عاصمة الشجاعة والبطولة ، وحين وصل المغرور الأمريكي جمع له سلمان 54 حاكم عربي / اسلامي ليشهدوا ويسمعوا كيف يكون تأديب سلمان لِمَن تطاول على السعودية ووصفها بالبقرة الحلوب ، وأول اجراء في هذا الشأن ، أمر جلالته بملئ 460 مليار سطل حليب طازج ووضعه على الطاولة أمام ترامب ليرى بعينه ما يسيل له لعابه ، فإن تراجع عن غطرسته وكبريائه تجاه السعودية صار صديقاً يستحق الاحترام والتكريم ، فأُعطي الحليب ، وعليه بالعافية ، وأن عاند وامتنع ، فلن يرتشف رشفة من مدرور الضرع ، وعليه المغادرة والانقلاع !
والثالثة التي هي هامة الشجاعة السلمانية ، تمثلت في انعقاد القمة العربية (اليوم 15 ابريل 2018م) التي كان مقرراً عقدها في العاصمة الرياض ، لكن سلمان الحزم والشجاعة والكرم والشهامة رأى وأمر بأن يُنقل الانعقاد الى المنطقة الشرقية السعودية ، وذلك حفاظاً على أمن ونفسيات ومعنويات المؤتمرين الذين قد ينزعجون من أصوات مفرقعات الحوثي التي يلاعب بها أهل الرياض بين حين وأخر !
ومن باب المبالغة في الشجاعة السلمانية والكرم والمحافظة على الضيوف تم تنقيل مقر الانعقاد بين مدن المنطقة الشرقية قبل يومين من الموعد المحدد ، حيث أُختير - في البداية - الدمام ، ثم غُيّر الى الأحساء ، وبعد ذلك - ولضغط الوقت بما لا يتيح التوسع في الاختيارات والمفاضلة بينها أمنياً ، رست المناقصة ، أقصد المداولة ، على أن يكون الخبر على شاطئ البحر هو المستقر ، ليأمن المؤتمرون ويستمتعوا بجمال المنظر !
وهكذا أثبت سلمان الحزم حقيقة ما كان يقال عنه بأنه الشجاع الذي لا يُراع !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق