الجمعة، 10 نوفمبر 2017

هل ما جاء في القرآن عن عقاب إلهي للأُمم السابقة صحيح ؟



هل ما جاء في القرآن عن عقاب إلهي للأُمم السابقة صحيح ؟


يقضي المتدينون بالديانات السماوية  جلّ أوقاتهم ويضحون ببعض ملذاتهم ويؤجلون رغباتهم من أجل أن يؤدوا طقوساً عبادية ورثوها بالتقليد أوتعلموها بالتلقين ، وهي طقوس  بعضها مادي يتطلب جهداً عضلياً وتفرغاً زمنياً وصرفاً مالياً كالصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة والصدقات .. ، وبعضها معنوي كالدعاء الذي يُرفع بالأكف الى السماء حيث الإله ( الله ) الذي أنزل الكتب السماوية ومنها القرآن كتاب الأمة المحمدية ، وفيه الكثير من الآيات التي تنص على وجوب الدعاء وتضمن الاجابة وتؤكد حتمية البت في الأمر ، { ادعوني أستجب لكم } ، { واذا سألك عبادي عني فأني قريب أُجيب دعوة الداعِ اذا دعان } ، { وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين } ورغم ذلك لم يتحقق للداعي مطلباً دعا به ربه ، بما يؤكد أن دعوته قد وصلت الى حيث أُرسلت فأُستجيب لها !

فالمظلوم لم يُنصر ، والظالم لم يُقهر ، والطاغوت يتبختر مستمتعاً بالنعيم ومعافى من التأليم ، والدليل – كمثل لا حصر – يُسمع ويُنظر على أرض الواقع متجلياً في اليمن حيث يُباد شعبٌ بأكمله على مدار الساعة منذ 32 شهراً بالقنابل العنقودية والصواريخ الاختراقية التي  تنهمر عليه  من الطائرات الحربية بقيادة السعودية ، والذي لم يمُت من هذا الشعب المنكوب بهذه الآلة الاجرامية مات مرضاً وجوعاً بفعل الحصار الذي فرضه التحالف على جميع المنافذ المؤدية الى الدولة اليمنية العربية المسلمة العضو في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وهيئة الأمم المتحدة ! 

ورغم هذا الظلم القاهر والاجرام الجاهر من المجرم العاهر المنفرد بالطاغوتية والمتفوق على الممارسة الفرعونية والضلالة النمرودية ، وبرغم – أيضاً - الدعاء المتعالي والمتواصل من المظلومين الى رب العالمين ( الله ) طلباً للعون والنصر والانتقام من الظالمين ، لم يستجب الله لدعاء الداعين ولم ينصر المظلومين ولم يهلك الظالمين ، كما جاء وقرأ القارئيون في القرآن والأحاديث النبوية عن ابادات إلهية نزلت بالأولين عقاباً لهم على ما اقترفوه من جرائم ومظالم بعضها لا يرقى الى مستوى 1% من جسامة وقساوة الجرم الذي ترتكبه السعودية في اليمن ، أي أن بعض الأُمم السابقة المبادة إلهياً كان اجرامها الاخلال بالميزان ( فقط ) بينما أُمة اليوم لم تترك اخلالاً إلا ومارسته ولا جرماً إلا وارتكبته ، ولا ظلماً إلا وفرضته على المستضعفين من النساء والأطفال والعجزة ومعدومي الارادة  ومَن لا حول لهم ولا قوة ، ويكفي للدلالة على ذلك كأبشع جريمة ترتكب بحق الانسانية في القرن الواحد والعشرين ، قتل الأنفس البريئة واراقة الدماء الزكية بلا حق أو خطيئة ، وهو العمل الاجرامي الذي تمارسه قوات التحالف الهمجي بقيادة السعودية في حق الشعب اليمني ، وقد جاء في الحديث النبوي " لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل امرئٍ بغير حق " فإذا كانت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية صحيحة وواقعية فأين هي الاستجابة الإلهية للدعاء الذي يلهج به المظلومون اليمنيون ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...