الأربعاء، 11 مايو 2016

خير أُمة أُخرجت للناس !

 خير أُمة أُخرجت للناس !


الكل يعلم بدليل الواقع وشواهد الأحداث أن [ القبلة الدنيوية ] للعرب والمسلمين هي الدول الأوروبية وبعض الآسيوية غير الاسلامية ، حيث الحرية والعدالة والكرامة الانسانية وما صاحب ذلك من العيش الرغيد والسكن الجويد والتعليم المتاح والخمات الراقية المتنوعة بالرسوم المنخفضة ، وهو ما لم يحلم به المهاجر في بلده الذي هرب منه تحت وطأة الظلم والفقر والاضطهاد والبؤس والنكد والاستعباد !

لكن هل هذا المهاجر العربي / الاسلامي حفظ الكرم للكريم ؟ أبداً إلا ما ندر وضاع في خضم هيجان الضررالذي يمارسه مجانين البشر!

ولعل من العجائب والغرائب المتمثلة في السلوكيات والتصرفات المستهجنة التي يمارسها المهاجر العربي / المسلم في الدول المضيفة حالما يحط رحاله فيها ويتجول في أراضيها وينعم بخيرها ويظله أمنها ويضمه حضنها وتملأ بطنه خيرات موائدها العامرة بكل أنواع وصنوف الملذات المشفوعة بالتهلية والترحاب ، لعل من الغرائب أن هذا المهاجر بعد أن يترع من تخمة البلع يدلف الى أقرب موقع عبادة سمحت بإقامته الدولة المضيفة غير المسلمة احتراماً لمعتقد الضيف المسلم ، فيُلقى خطبة عصماء مجلجلة حافلة بمفردات التكفير والتجريم والتأثيم والتحريم ، ناعتاً بها المجتمع الذي لجأ اليه وعاش بين منتسبيه بعد أن لفظته بلاده ( المسلمة ذات الدستور القرآني والمنهج النبوي !) التي تتبنى هلوساته التكفيرية ، وتنفذ متطلباته التحجيرية ، وتنشئ لمبتغاه هيئات دينية تجول الشوارع وتقطع الطرقات باحثة عن مَن لا يؤمن بأن الظلام حقاً وأن النور باطلاً ! فتعتقله وتزج به في سجون الظلمات المعدة لطالبي الحريات !

ألا ترون أن أُمة هذه سلوكيات منتسبيها المشينة والمضرة بنفسها وبمَن يحتضن مهاجريها ويكرم شتات بؤسائها في الغربة ، ليست هي المعنية بما جاء في القرآن الكريم { كنتم خير أُمة أُخرجت للناس } ؟

أم أن ( كنتم ) تعني اعابة وتأنيب لأن الأُمة تحولت من الحسن الى السئ في حضرة النبي ؟ أي كأن القرآن يقول كنتم في بداية الرسالة خير أُمة حين تجاوبتم بالطاعة مع الدعوة المحمدية ، لكنكم لم تستمروا على المسارالحسن والرسول بين ثناياكم فخيريتكم فعل ماض ، والآن أنتم لستم بخير أُمة ، أو أن المقصود هو أنكم – في المستقبل - أي بعد نزول الآية وبعد انقضاء العصر النبوي ، لن تستمروا على الاستقامة الدينية والأخلاقية ، بمعنى أن الخيرية منتفية عنكم من الآن ( نزول الآية ) ؟

وأعتقد أن الاحتمال الأخير أقرب للصواب بدليل ما يجري من وإلى الأمة العربية والاسلامية من بشائع جرائم متنوعة الأشكال والصنوف والدرجات ، وكلها مجرّمة ومحرّمة ومعابة ديناً وأخلاقاً وفطرة !
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...