الأربعاء، 17 فبراير 2016


سياسة الأذكياء الترغيب والاستحباب ، والأغبياء الترهيب والاغضاب*

التدخل الايراني - ان وجد - فهو سياسي بالحوار والاقناع ، وهذه شطارة ومن حق كل دولة أن تستجذب اليها اكثر الأنصار والموالين بحسن تعاملها وفن سياستها ولباقة حوارها ، أما الفاشلون سياسياً ومنهجياً وفي مقدمتهم السعودية فهم الذين يريدون استمالة الأخرين بالحروب والقتل وحشد التحالفات االاجرامية وممارسة الأعمال الدموية ، أي يمارسون سياسة الاجبار والفرض والتهديد والتكفير والانتقاص والتحقير ، وهذه أساليب تنفيرية وليست استجذابية ، وهنا - في الأولى سياسة اللباقة - نجحت ايران ، وفي - الثانية سياسة الحماقة - فشلت السعودية ، ولولا المال لما ظهر للسعودية اسم في صحيفة ولا اشارة على خارطة الكرة الأرضية ، لكن أذيال الضأن تغطي عوراتها ، وهذا هو بالضبط حال السعودية .
ومن حيث نفيك أن تكون السعودية قد حرّضت على الجهاد في سوريا ، ثم في السطر الثاني عدت واعترفت بأن ذلك قد حصل ولكن بصورة شخصية لا رسمية ، فالرد هو أن السعودية - رسمياً - ما زالت تهدد وتطالب وتدعو وتحشد من أجل الاطاحة بنظام شرعي ديمقراطي قائم في الدولة السورية ويلتف حوله أغلب الشعب السوري ، فإذا كان هذا هو لسان ورأي وسياسة ومنهج السلطة السعودية فماذا عساه يكون رأي ونهج مشايخ الدين الوهابي الذين لم يكفوا يوماً عن تكفير النظام السوري والدعوة للجهاد لإسقاطه ؟ هل يكونون أخف لهجة ومطلباً من الحكومة التي تغذيهم وتحتويهم ؟
أما كون السعودية - مؤخراً بعد أن ذاقت وبال أمرها وانقلب سحرها عليها - قد منعت أو حاولت منع الشباب من الذهاب الى العراق وسوريا ، فليس ذلك بسبب أنها لا تشجع الارهاب وتدعمه في تلك الدول ، وانما السبب أن الشباب السعودي اذاما عاد الى بلاده بعد تعلم فنون الارهاب في الخارج فأنه يؤذي البيت الذي فيه ولد وترعرع ومنه انطلق الى الخارج ، فالشباب السعودي يرى أن هذا البيت وبئ وفاسد ويجب تطهيره واصلاحه من خلال اجتثاث الجذور والأغصان التي يقوم عليه ويستظل بها البيت ( البلد ) السعودي تحت السلطة الدكتاتورية الظالمة المخالفة لتعاليم الاسلام الذي تدعي اعتماده دستوراً ، حيث توالي النصارى واليهود وتصافحهم في المحافل الدولية ويتستقوي بهم على المسلمين وهي التي تدعي أنها المهتمة والمضطلعة والراعية والحامية لمصالح العالم الاسلامي !
وبهذا أكتفي عسى أن يكون الواضح ازداد وضوحاً بما يكفي لإزالة الغبش عن العيون الرمد !


* تعليق على مشاركة في موقع الكتروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...