الفضل للكويتيين على السعوديين سابق
الكل يعلم أين لجأ عبد الرحمن بن تركي حين حاربه وأُسرته وجنده بن رشيد وهزمه واستولى على حكمه ؟ لقد توجه عبد الرحمن الى الكويت في عهد مبارك بن صباح الصباح ( مبارك الكبير ) فآواه الكويتيون وأكرموا وفادته مع وأُسرته ومرافقيه ، ثم لما تهيأ ابنه عبد العزيز للعودة الى الرياض بهدف تحريرها من بن رشيد جهّز الكويتيون عبد العزيز وجنده بعدة وعتاد تلك الحقبة من السلاح والجيش ( الركائب ) وتم له ما وفقه الله اليه ؛ الى هنا انتهى الأمر بالنسبة للكويتيين فضيفهم أكرموه وحين نوى التوجه لإسترجاع حكمه دعموه بلا منّة ولا أذى .
أما في الجانب الأخر فأن الكويت حين تعرضت للغزو والاحتلال العراقي الذي طال شره السعودية أيضاً حيث احتل العراقيين الخفجي السعودي ، ما يعني أن الخطر العراقي لم يقتصر على الكويت ، ولو لم يتم تحرير الكويت للحقت بها السعودية ، فأطماع صدام كانت أوسوع وأشمل وأعم من الدول الخليجية ، فصدام كان يتطلع الى أبعد من ذلك وكان سيكمل مشواره التوسعي لو تم له التمكين والرسوخ في الكويت.
وبعد أن هب العالم الحر بقيادة أمريكا وعضوية 33 دولة بما فيها الدول العظمى لتحرير الكويت استضافت السعودية هذا الجمع العالمي الهائل على أرضها وساهمت فيه بمالها وجندها ( والحق لا ينكره أصيل ) أحتى تم التحرير وعادت الكويت لأهلها وعاد مَن غادرها منهم إليها .
ولو الأمر توقف هنا لما فسد ما كان طيباً ، لكن السعوديين ( الوهابيين ) كانت لهم نوايا خبيثة لتحقيق مآرب دسيسة يتمثل أدناها ضرراً في تغيير المنهجية المؤسسية الكويتية وتحويل النمطية الحياتية الاجتماعية من خلال التغلغل في ثنايا المنظومة الحيوية بما يجعل الكويت طيّعة تقبل الاملاء وتنفذ الأوامر فتسير في المسار السعودي ( الوهابي ) ملبيّة للطلبات ومحققة للرغبات كما لو كانت إمارة سعودية ، لا دولة مستقلة ، حيث حيث بدأ السعوديون يشتكون من الممارسة الديمقراطية والحرية التعبيرية مدعين أنها تؤثر عليهم وتضر بكيانهم اذاما تشرّب بها الشعب السعودي، و طالبوا بحل مجلس الأمة القائم وعدم اجراء انتخابات برلمانية مستقبلية ، وإلغاء المنهجية الديمقراطية بكافة صورها وممارساتها كالنقابات العمالية والاتحادات الحركية وحت الجمعيات التعاونية التي تديرها مجالس منتخبة من الشعب ، أي انهاء كلما له صلة ويعني الدولة المدنية ، وضغطوا على الكويت كي تصادق على الاتفاقية الأمنية التي تتعارض مع دستور البلاد ، ودفعوا بالتكفيريين الى المجتمع الكويتي وفرضوهم في الكليات الجامعية وصاروا يقيمون حلقات الشحن الطائفي والتأليب التكفيري بما يمسمى - زوراً - حلقات تحفيظ القرآن ؛ وها هي المغروسات الوهابية تتعمّق جذورها في الأرض الكويتية وتنتشرثمارها على الساحة الوطنية لهذه الدولة الخليجية المبتلاة بجيرة عنجهية ذات نمطية استبدادية ، وهاهم الكويتيون يتنابزون - لأول مرة في تاريخهن - بالنعت الطائفي ( سني - شيعي ) وهو نعت لم يكن معروفاً ولا دارجاً بين الكويتيين قبل تغلغل الوهابيين في مجتمعهم ونفث سموم الافساد بينهم !
فأي فضل يدعيه السعوديون ( الوهابيون ) على الكويتيين ؟ هل الشحن الطائفي والتأليب العدائي والتحريض لطائفة على طائفة من المجتمع الكويتي وتفجير المساجد ومحاولة اشعال نار الفتنة بين الكويتيين ، هل هذا هو الفضل السعودي على الشعب الكويتي ؟!
تاريخ النشر 6/1/2016 م
تاريخ النشر 6/1/2016 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق