السبت، 21 نوفمبر 2015

التاريخ يعيد نفسه من أمريكا الى فرنسا ، فهل تتماثل الاجراءات؟

التاريخ يعيد نفسه من أمريكا الى فرنسا ، فهل تتماثل الاجراءات؟

 الهوجة الاستنكارية والادانات المتوالية على فرنسا شاجبة االاعتداءات والتفجيرات الارهابية التي حلّت ببلد الحرية والنور ، تعيد الى الذاكرة هوجة استنكارات وادانات ما حدث لبرجي التجارة بنيويورك بأمريكا عام 2001 م .

حين ذاك غضبت أمريكا شديد الغضب وأعلنت الحرب على الارهاب في مرتعه ومنطلقه - آنذاك - بأفغانستان ، الأمر الذي ترتب عليه اسقاط حكم طالبان الذي كان يحتضن القاعدة التي تبنت العملية الارهابية وأسمتها " غزوة مانهاتن " .

وقد تبين أن 19 سعودياً كانوا ضمن مَن قاموا بالعملية الارهابية ، وما أن أعلنت أمريكا ذلك متوعدة بالمحاسبة إلا وطفق السعوديون يطرقون كل باب يتوقعون المنجأة فيه من العقاب الأمريكي ، فبدأوا بـ( الادانة ) والتبروء من السعوديين المشاركين في العملية الارهابية ، وأوعدوا وتعهدوا للأمريكان بأنهم سيقتصون خيوط الصلات التي تقود الى ذوي الارهابيين ( السعوديين ) وانزال العقاب الشديد بهم نظير ما فعله أبناؤهم ، وطبعاً تعهدت السعودية للأمريكان ( من تحت الطاولة ) بالتعويض عما لحق الكبرياء الأمريكية من أذى مادياً ومعنوياً ، وأيضاً المشاركة في ( محاربة الارهاب ) الموجه لأمريكا كي ترضى !

اليوم كأن التاريخ يعيد نفسه من حيث الفعل الاجرامي والبلد المقصود ( غربي ) فرنسا ، والفاعلون سلفيون وهابيون ( دواعش ) والمنبع والمرتع والمنطلق ( السعودية ) وضحايا العدوان الارهابي في فرنسا بالمئات بين قتيل وجريح ، اضافة الى تدمير العديد من الممتلكات الوطنية والشعبية ، وعلى أثرذلك أعلنت فرنسا حالة الطاورئ ، وقال الرئيس الفرنسي فرانسواهولاند : " نحن في حالة حرب " تماماً كما حصل في أمريكا لم يتغير إلا المكان ومسمى الفاعلين ( داعش ) بدلاً من ( القاعدة ) أما أيديولوجية وفكر ومنهجية الفاعلين فلم تتغير عن ( سلفيين جهاديين وهابيين ) ومنشأ الوهابية ومستقرها ومنطلقها ( السعودية ) وهذا يفسر بوضوح الادانة السعودية السريعة سواء على المستوى السياسي ( وزير الخارجية ) أو المستوى الديني ( هيئة علماء - دين - السعودية ) وبالتاكيد أن أُموراً من تحت الطاولة قد حصلت لإمتصاص الغضب الفرنسي ، ومحاولة التخفيف من توجيه الادانة للسعودية ، وضمان عدم اتخاذ اجراء قاسٍ ضد الدولة ذات المذهب الوبائي الراعية للإرهاب في العالم .

فهل تلعق فرنسا جراحها وتكفكف دموعها فتمرر مصابها دون حساب ، استجابة للإغراءات المادية السعودية المجزية ، وتفضيلاً للمال على ثأر الدم ؟

أم أن الحكومة الفرنسية سترفس الرشوة الوهابية وتلكم الجبين الوهابي الكالح بما يستحقه من عقاب وتأديب يماثل ما اتخذته أمريكا بحق القاعدة ؟


تاريخ النشر 14/11/2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...