الوهابيون بين " النار والغار "!
أتباع المذهب الوهابي حالهم يرثى لها ! فهم واقعون بين " النار والغار"
نار : ما أوقعهم فيه شيخهم الذي اختط له خطاً ( أسماه دعوة ورفعه الأتباع الى فكر ثم تطور بالممارسة الممنهجة ليصبح مذهباً ) موازياً للخط الفقهي الاسلامي السلفي ، فالمذهب الوهابي يسير في ذات الاتجاه لكن بخط مستقل يتميز بالشدة والغلظة والتزمت والتكفير في بعض المحطات التي لا ترفع الراية الوهابية فيها !
وغار : الطرق على الهامات بالحقائق الدامغات التي تعري المسلكية التعاملية الوهابية التي صارت شاذة عن قواعد التعامل الانساني والديني ( الدين المعاملة ) فالوهابيون جلاف بذيئون في الألفاظ جانحون في العبارات متخلفون في التصرفات ، وهذه المعائب التي كانت تمر في عصر الجهل - إما بالقسر أو بالمهادنة تجنباً للضرر - لم تعد كذلك في عصر العلم والتحضر والتنوير والتكنولوجيا التي أصبح معها العالم عبارة عن قرية واحدة تتواصل بالمعرفة بين أطرافها في ثوان معدودة ، الأمر الذي أحرج بل فضح الوهابيين حيث لم يعد بمقدورهم تسويق مذهبهم المتخلف ، فهم ان قالوا أن شيخهم [[ جدد ]] الدين اصطدموا بالنص القرآني المؤكد لحفظ الله للذكر ( والذكر يشمل القرآن والأحاديث النبوية الموحى بمنصوصها للرسول صلى الله عليه وسلم ) وكان هذا القول ( التجديد ) ينطلي على كثير من الناس في عصر محمد بن عبد الوهاب حيث لا مدارس ولا علم ولا اطلاع وتثقيف ، أما اليوم فلم يعد الحال كما كان ؛ وان قالوا أن محمد بن عبد الوهاب يستقي فكره من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يخرج عن ذلك قيد أنملة ، قيل لهم إذن ما الداعي والحاجة والموجب للدعوة الوهابية ؟ هل هي دعوة ( قص ولزق ) لتشتيت أذهان الناس واشغالهم بما لا جديد فيه ؟!
ولا يجد الوهابيون من حيلة إلا ترديد مقولة " اقرأوا كتب الشيخ وانقدوها من داخلها " ! والرد عليهم هو ما فائدة قراءة كتب يقول الداعون لها أنها لم تخرج عن القرآن والسنة ؟ ثم أن عصر بن عبد الوهاب لم يكن يوجد مطابع ، وهو نفسه لم يدخل أي مدرسة حيث لا يوجد مدارس وانما تعلم القراءة والكتابة بطريقة ( الكتاتيب ) السائدة آنذاك ، فكيف تأتى له تأليف وطباعة كُتُب تستلزم السلامة اللغوية والاستقامة النحوية والتناسقية التراتيبية التعبيرية ؟ لا شك أن الأقرب للصواب هو أن بن عبد الوهاب قد دون منهجه على شكل رسائل ومخطوطات بخط اليد ، وهي قطعاً لم تكن خالية من الأخطاء ، فجاء الأتباع الذين عاصروا ظهور المدارس والتعلم والمطابع ، وجمعوا رسائل بن عبد الوهاب ونقحوها وحسنوها لغوياً ونحوياً وربما أضافوا اليها من عندياتهم وجعلوها مسودات كُتُب ثم دفعوا بها الى المطابع وطبعوها باسم محمد بن عبد الوهاب ، وقالوا للناس هلموا اقرأوا كُتُب ( الشيخ الإمام المجدد المحدث ) محمد بن عبد الوهاب !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق