الخميس، 5 مارس 2015

الخليجيون .. الماضي والحاضر



الخليجيون  .. الماضي والحاضر

قبل ما يقارب السبعة عقود من الزمن كانت الدول الخليجية ـ المنضوية الآن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ـ ترزح تحت قساوة الفقر وضائقة العيش , وكان مصدر رزق شعوب هذه الدول آنذاك يعتمد على عنصرين وحيدين  ( الغوص للحاضرة ) بحثاً عن اللؤلؤ والمتاجرة البحرية مع الهند وأفريقيا  و( التنقل عبر الصحراء للبادية ) بحثاً عن الماء والمرعى لمواشيهم التي هي مصدر معيشتهم , وكان التجار والغواصون يغيبون عن أُسرهم في أسفارهم شهوراً طويلةً يتعرضون خلالها لشتى أنواع المخاطر .

حين كان ذاك حال الدول الخليجية , كانت بقية دول العالم العربي تنعم بالعيش الرغيد بعيداً عن التنكيد , حيث الاراضي الخصبة, والمساحات الزراعية الشاسعة, والمنتوجات الغذائية الوفيرة, ولم يتفضل منهم  واحد على الخليجيين بما يخفف عنهم وطأة الحياة الصعبة .

لكن الله  - سبحانه - عوض صبر الخليجيين بأن أنبط  في ديارهم نعمة ( النفط ) التي منذ اكتشاف أول بئر منتجة حتى يومنا هذا تعد العمود الفقري للصناعات التنموية والاستثمارية في مختلف التنوعات الاقتصادية على مستوى العالم .

وبعد أن أفاض الله الخير على الخليجيين  لم يستأثروا بما حباهم الله به  بل  تكرموا من كرم الله  - بلا منٍّ ولا أذى - على  العديد من دول وشعوب الكرة الأرضية وفي  مقدمتها الدول العربية والاسلامية , ولم ينبش الخليجيون في الماضي و يستذكروا أساليب الازدراء والدونية والمعاير بالاصول القبلية , التي كانت توجه لهم – وما زالت -  من قبل  عرب ( الفم الراضع والكف الصافع ) حيث كانت القبلية والفقر ومحدودية التعلم سبة  ينعت بها ويعاير الخليجي  مِن قبل مَن تنعم أباؤهم في الماضي ويتنعمون هم في الحاضر بالخير الخليجي .

والأمر المحير بحق و حقيقة هو تمادي الحكومات الخليجية في (( تدليع وتدليل )) قوم ( الأخذ بيد والصفع بالأخرى ) الذين تجلت خِسَّتهم بأبشع صورها يوم الخميس 2/8/1990م تاريخ الجريمة النكراء  المتمثلة في غزو واحتلال الكويت من قبل العراقيين ، حيث يوم ذاك لم تشفع للكويتيين العطاءات والهبات والمكرمات والقروض بلا فوائد  التي كانوا يغدقونها على جاحدي المعروف وناكري الجميل وفي مقدمتهم ( الفلسطينيون ) الذين استقبلوا بالهتافات والزغاريد جحافل الاحتلال العراقي  وساندوا الغزاة ضد البلد الذي احتضنهم وأكرم وفادتهم حين تبرأ منهم الأخرون وأغلقوا الأبواب دونهم .

ألم يحن الوقت بعد , ليدرك قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي ان دعاة القومية وقطعان الاحزاب الفوضوية لاتجلب خيراً ولا تدفع ضرراً , ولن تكف عن ممارسة صنوف الإيذاء والمكر والغدر والخداع حتى لو أطعموها عضلات قلوبهم وأسقوها دم شرائينهم , وان سياسة التضييق على أبناء الوطن  والتوسعة على  ( الغرباء ) هي  سياسة بلهاء ؟!

الدار ليس  لها إلا أهلها , وهم الانفع لبعضهم البعض والأخلص لبلادهم من الغير , وليس من المعقول ولا المقبول أن دولاً تسبح فوق بحيرات من النفط , وتنتج وتصدر منه كميات هائلة تباع بأسعار خيالية , يوجد فيها معدلات فاضحة من الفقر والبطالة والبؤس المعيشي , في الوقت الذي تبذر فيه هذه الدول أموال الشعوب  الى الخارج بدون وجه حق , وكأنها تتعمد الاستفزاز والتحدي مع مواطنيها باسلوب فج !؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...