الخميس، 5 مارس 2015

جزر الهناء .. ومخلوق الفناء




جزر الهناء .. ومخلوق الفناء

على سطح الكرة الأرضية توجد جزر متجاورة ومتجانسة في نمط الحياة وأهلها متشابهون ومتماثلون في البشرة واللغة والديانة وبينهم مصاهرات وامتدادات أُصولية عائلية وقبلية ، وكانت تنعم بالهدوء والسكينة والمعيشة الهانئة الرغيدة في جو من الألفة والطمأنينة ، ولهذا أُطلق عليها ( جزر الهناء ) نسبة لما تهنأ به من النعم والخيرات المادية والمعنوية والصحية والأمنية ، حتى ظهر في بيت من بيوت احداها مخلوق غريب المسلكية مشبوه المنهجية ؛ ولأنه كذلك فقد اعتبره أهل الجزيرة مختلاً عقلياً ، وصاروا يتعاملون معه ويعاملونه على مبدأ [ ليس على المجنون حرج ] ولم يدر بخلدهم أن هذا المجنون سيقلب حياتهم الى جحيم وعذاب مقيم ، وهذا هو الذي حصل بالفعل بعد أن إلتف حول المجنون مَن كانوا في البداية يتسلون بحكاياته التي لا منطقية فيها ، ولا مصداقية لها ، لكنها تجلب لهم الضحك والتسلية واشغال وقت الفراغ .
ومع مرور الوقت أدمن البعض من صبية ومخابيل الجزر الواق واقية ، مجالسة ومتابعة ومرافقة ذلك المخلوق المجنون الى درجة أنهم لا يستطيعون الابتعاد عنه ، وصاروا يعادون قومهم لإرضائه ، بل دخلوا مع قومهم في قتال دموي بسبب ذلك المجنون الذي امتلك قلوب الأتباع بما لوث به أفكارهم .
ولم تطل السنون حتى قويت شوكة ذلك المخلوق بإلتفاف البعض حوله ، وبرزت هيبته وترسخت سطوته وتوسعت هيمنته ، فبدأ مستعيناً ومستقوياً بمَن سمم أفكارهم ونقل لهم عدوى الجنون الهلوسي ، في تصفية منتقديه والمعارضين له من أهل جزيرته - أولاً - حتى أخضعهم لسطوته وأجبرهم على طاعته وتنفيذ أوامره ، ثم استعان بمَن تشربوا فكره وأتقنوا نهجه ، لنشر نفوذه الى الجزر المجاورة ، ومارس في ما صل اليه منها عبثه وفساده ، حتى ساءت حياة أهلها وتنغصت معيشتهم وعم الخراب مجتمعهم ، وما زال العبث الافسادي منتهجاً ومستمراً في الجزر التي وصل إليها نفوذ ذلك المخلوق الغريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...