الخميس، 27 أغسطس 2020

كيف وبأي منطق تصادقون الحامي وتقاطعون المحمي ؟!

كيف وبأي منطق تصادقون الحامي وتقاطعون المحمي ؟!


بالمختصر الواضح والصريح الجلي والمنطق العقلي ، نقول :

1 ) لايوجد قضية فلسطينية من الأساس ، والحاصل هو استحداث فرصة استثمارية استرزاقية تسمى قضية ، يُضحك بها على السذج والدهماء وضعاف العقول والجُبناء الذين ما زالت ( بقيراتهم ) سمينة وتدر حليباً سائغاً ، وحتى تنطلي اللعبة ويربح اللاعب قيل أنها قضيةُ شعبٍ أُنتِزعَت منه أرضه ، وحين لم يفلح هذا القول السياسي الانساني القومي المكذوب تاريخاً ، أُردف بإسناد تعزيزي أكثر جاذبية وهزّة عاطفية ، وذلك بتسمية البورصة الاسترزاقية ، قضية دينية ( قدس وأقصى ومسرى ومعراج وفتح اسلامي عُمري ..! ) فإذا جاء الرد من القرآن ذاته ( الدين ) بأن الأرض لبني اسرائيل ، عاد المحتجون بالأحقية الدينية الى التاريخ ، وادعوا بأن حقهم في الأرض تاريخي ! وهكذا يكون تبادل ساقي المراوحة ، إن أفلح الدين كان بها ، وان لم يفلح يتم التحويل الى التاريخ ، وتبقى الدائرة تدور بهذا المهذور ، والهدف الحقيقي لا تاريخ ولا دين وإنما دولار ومؤتمرات مانحين وحلب بقيرات الخليجيين !!

2) التطبيع من حق أي دولة أن تمارسه مع مَن تشاء من الدول ، وليس ولا يجوز وغير منطقي أن يفرض كائن مّن كان وصايته على أخر مستقل وصاحب سيادة ، والاشارة هنا نعني بها اقدام الامارات العربية المتحدة على اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ، وما صاحب ذلك من هيجان عاطفي جهولي تراوح بين الادانة والتخوين من قبل الفلسطينيين ومَن لف لهم وعزف عزفهم !

فإذا كانت مصر والأردن وتركيا تقيم علاقات شاملة في جميع المجالات مع اسرائيل بما فيه ذلك التنسيق الأمني والمشاركة في المناورات العسكرية ، بل حتى الفلسطينيون أنفسهم مطبعون ( تعاملياً ) مع الاسرائيليين ، فمنهم الموظف المدني والعسكري والمنسق الأمني في المؤسسات الاسرائيلية المدنية والعسكرية ، وفي الرياضة والمنتزهات والمقاهي والمطاعم ، الفلسطيني على جنب الاسرائيلي ، يشاركه الأكلة والشربة واللعبة ، بإستثناء - في ما عدا التوظيف المدني والأعمال التجارية والحرفية - أهل غزة لكونهم تحت حكم ( الميكافيليين الاخونجية ) الذين يتظاهرون بمعاداة اسرائيل ويناوشونها من حين لأخر بمفرقعات وبالونات تنفجر في الهواء ولا تصيب أحداً ، وإن أصابت لا توذي عصفوراً في عشه على زاوية بيت اسرائيلي ! فيتخذ الاسرائيليون الفعلة الصبيانية الغزاوية الحمساوية ذريعة للرد الموجع الذي تتمناه وتستهدف حصوله حركة حماس الاخوانية لتسوق المشاهد والدموع والبكاءات عبر قناة الجزيرة بالتوجيه الى أهل البقرات الحلوب في الخليج العربي ليهيئوا بقراتهم للحلب الزلماوي ، وهي فاشحة لذلك منذ 70 عاماً !

والسؤال المستحق نوجهه للذين ما زالوا يمانعون أو يتحرجون أو يستحون أو - وهو الأصح - يجبنون في شأن التطبيع مع اسرائيل ، فنقول : ألستم مطبعين حتى النخاع مع أُم وحامية ومغذية ومقوية اسرائيل ( أمريكا ) ومع غيرها من الدول الأُوروبية والآسيوية التي تقيم علاقات شاملة لجميع المجالات مع اسرائيل ، ولكم معها مصالح سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية ، بل لكم اتفاقات حماية أمنية بعضها طوى أو كاد قرناً من الزمن وما زال مستمراً ويجدد تلقائياً ؟ إذن كيف وبأي منطق وقبول عقلي أن تقيموا علاقات طبيعية وتعاون شمولي مع الحامي الراعي ( أمريكا ، بريطانيا ، فرنسا وألمانيا .. الخ ) ولا تقيمون ذات العلاقات مع المحمي ( اسرائيل ) ؟!

18 أُغسطس 2020م
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...