الخميس، 27 أغسطس 2020

شهادة حق بإستحقاق الشجاعة لولي عهد الامارات محمد بن زايد

شهادة حق بإستحقاق الشجاعة لولي عهد الامارات محمد بن زايد


من حق أي دولة ذات سيادة أن تقيم علاقات طبيعية مكتملة الأركان أو في جزء معيّن من العلاقات البينية كأن تقيم علاقات اقتصادية أو رياضية أو ثقافية دون ارتباط دبلوماسي يتمثل في تبادل السفراء ، وهذا الأمر حصل بين اسرائيل وقطر وعُمان والامارات ( قبل الاجراء الأخير ) وموريتانيا والمغرب والبحرين ، وفي مصر والأردن تم التطبيع الدبلوماسي وانشاء السفارات وتبادل السفراء ، بمعنى أن الخطوة الاماراتية ليست بدعة حدثت فجأة بل هي خطوة تطويرية لما كان قبلها في ذات المسار .

أما الذي غير مفهوم بل مستهجن ومستقبح فهو الغضب والاشتطاط الاحتجاجي من الفلسطينيين واللفيف المصاحب لهم الذي ينفخ في بالونهم بما يدفعه الى الانفجار تحت ضغط الخُطب الرنانة والشعارات الطنّانة المنطلقة من الأبراج العاجية في مراكز الاستمتاع والتفرج على فصول الضياع !

لماذا لم يهاجم زعماء الحركات الفلسطينية العديدة الذين توافدوا على مكاتب قناة الجزيرة في مناطق تواجدهم يوم أمس ( الخميس 13 أُغسطس 2020م ) حال نشرت وسائل الاعلام المختلفة خبر اعلان التطبيع الاماراتي الاسرائيلي ، وما زالوا يتوافدون ويكتبون ويحللون ويصارخون ويخونون ويتهمون ويتوعدون حتى الساعة ؟ لماذا لم يهاجموا بخطاباتهم ( النضالية ) التطبيع الدبلوماسي المصري والأردني مع اسرائيل ؟ ولا هاجموا التواصل الثقافي والرياضي والاقتصادي الاسرائيلي مع عدد من الدول الخليجية وبعض العربية ؟!

لماذا ثارت ثائرة الفلسطينيين ولفيفهم المعاون والنافخ في بالونهم ، واشتطوا غضباً وقامت قيامتهم وإلتهبت نار جحيمهم على الكون ومَن فيه بمجرد أن أعلنت الامارات العربية المتحدة عن اظهار التطبيع من تحت الطاولة الى سطحها ليراه ويقرأه الجميع بوضوح تام ؟! ألا يؤكد هيجانهم الغاضب حقداً عميقاً على الامارات لأمرٍ أخر لا علاقة له بما يسمى القضية الفلسطينية التي ترفع شماعتها في كل محفل فيه نزيز مالي أو تجاذب سياسي يُخشى منه - فلسطينياً - ايقاف أو انقاص المدد الاستثماري البورصوي الذي ما زال مستمراً منذ 70 عاماً ويصب في الجارور الزلماوي الذي لم يمتلئ يوماً أو يرتوي مصاصوه ساعة واحدة ؟!

ختاماً ، أسجل - هنا وبهذا الاجراء - شهادة استحقاق الشجاعة لولي عهد الامارات محمد بن زايد ، حيث أزاح العاطفة ( الذليلة الخجولة ) عن الطريق القويم ، وركنها جانباً ، فأطلق للعقل العنان وخلّصه من عِقال قيده الذي أوهنه طيلة 70 عاماً ، ليقول كلمته التي تتسق وتنسجم مع المنطق والنهج العقلي العالمي .

وبالمناسبة أتساءل عن إن كان نزيل نيوم ( بن سلمان ) سيغار من نظيره وقدوته ومثله الأعلى ومهندس سياسته في ادارة شؤون بلاده ( بن زايد ) فيستشجع بشجاعته ويعمل عمله متخذاً ذات الاجراء ( التطبيع مع اسرائيل ) أم أنه سيجبن كعادته ، فيطأطئ رأسه بين الحرج والخوف ؟


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...