الأربعاء، 3 يونيو 2020

الزلزال في أمريكا والاهتزاز في السعودية !!

الزلزال في أمريكا والاهتزاز في السعودية !!


بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي ( جورج فلويد ) على أيدي شرطة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية أثر اعتقاله في يوم 25 مايو نتيجة لبلاغ ضده من محل تجاري ، اندلعت مظاهرات شعبية عارمة بدأت في المدينة التي حصل فيها الحادث وما لبثت أن امتدت الى عدة مدن وولايات أمريكية ومنها العاصمة واشنطن وأمام البيت الأبيض ( مقر الرئيس ) وحتى كتابة هذه السطور والوضع في غاية الإلتهاب حيث المظاهرات في تصاعد مستمر وأعمال الشغب والنهب والحرق والتكسير للمحلات التجارية على أشدها ، والشرطة والحرس الوطني رغم القسوة المستخدمة مع المتظاهرين لم تفلح في كبح جماح المد الشعبي الغاضب !

وفي هذا الجو المأزوم الذي لم تشهد أمريكا مثيلاً له منذ عقود ، يبدو أن الرئيس ( الصلب / الصلف ) فقد عقله واختل توازنه وصار يتصرف كالثور الهائج ، يهدد ويتوعد بأن يأمر الجيش الأمريكي بالنزول الى الشارع وقمع المتظاهرين بالرصاص الحي ، وهذه التصريحات الانفعالية انعكست على الرئيس ترمب سلباً على المستوى الشعبي ولدى الكونجرس ، حتى أن الديمقراطيين شرعوا في اعداد مشروع قانون لمحاسبة الرئيس عن تصرفاته الهوجاء بشأن تهديداته وأوامره وتغريداته بالتعامل القاسي مع المتظاهرين من غير رحمة !

ما سلف - أعلاه - هو الوجه الزلزالي الذي لم يتوقف حتى الساعة ولا يُدرى الى أي منحنى سيتجه والى أي نهاية سيصل ، أما الوجه الاهتزازي ، فواقع في السعودية وعلى وجه الخصوص السلطة الحاكمة المتمثلة في الملك سلمان وابنه ( ولي العهد ) حيث الأول ولّىَ الثاني مقاليد شؤون الدولة بحرية مطلقة وصلاحية شاملة ، فعاث الابن الطائش المراهق معدوم الخبرة والدراية فساداً واجراماً في البلاد وأساء للعباد ، حيث لم تشهد السعودية منذ نشأتها أسوأ من عهد سلمان وادارة ابنه ( المدلل ) المطلق له العنان ليفعل ما يشاء بما ومَن يشاء من غير رقيب ولا حسيب !

ولآن الطائش المدلل ( ولي العهد ) يطمح بإعتلاء كرسي الحكم محل أبيه بعد وفاته أو تنازله أو حتى ازاحته بمبرر يسوق للضحك على السذج والمغفلين بنصيحة من شيطان العرب محمد بن زايد ( الحاكم الفعلي من وراء الستار للسعودية ، وكما فعل مع أخيه خليفة ) ولكون المدلل الطائش ( أبو نشقة ) يعرف أنه مكروه من غالبية الشعب ، وغالبية أُمراء الأُسرة الحاكمة ، ومستحيل يعتلي الكرسي ( ملكاً ) إلا بقوة خارجية فاعلة وقاهرة ، فقد وثق الصلة مدفوعة الثمن سلفاً مع الرئيس ترامب من أجل أن يسنده سياسياً ويحميه عسكرياً وقضائياً أمام أي مساءلة قانونية قد ترفع ضده عالمياً عن جرائمه المتعددة التي لم تحدث - قطعاً - لولا موافقته أو أمره أو سكوته ، وذلك حتى يحين الوقت المناسب لإتخاذ الإجراء القاضي بتولي ( أبو منشار ) للحكم في السعودية بإسنادٍ وتحت حمايةٍ ترامبية !

لذلك فأن ( الدب الداشر ) الآن يتهزهز في محجره مع أبيه في ملجأ نيوم ، من التصاعدات الزلزالية الأمريكية المتمثلة في المظاهرات وما قد ينتج عنها من اجراءات وتشريعات مؤسساتية ( قد ) تطيح بالرئيس ترامب قبل أن ينهي ولايته الأولى أو تحجب عنه الفوز في ولاية ثانية ، وإن حصل ذلك قبل أن يتولى بن سلمان الحكم ، فلن يحلم به ، بل لن يشم رائحة الحرية داخل البلاد ، فقد يعتقل ويحاكم وغير مستبعد أن يُعدم ، أو يهرب ويكون لاجئاً كما كان جمال خاشقجي وربما يلقى ذات المصير !

سفاري
3 يونيو 2020م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...