لاحظوا وفكّروا وتدبّروا يا أُولو الألباب !
في القسم السعودي الرسمي الذي يؤديه العسكريون حين تخرجهم من الكليات وقبل انضمامهم لزملائهم العاملين ومباشرة العمل ، وأيضاً حين الترقيات العليا ، وكذا يؤدى ذات القسم من قبل المعينين في مناصب وزارية مدنية ، يتكون من ثلاث (3) مقاطع رئيسية يُقْسِمُ المُقْسيمون بأن يتفانوا في خدمتها والتضحية من أجلها وافتدائها بالنفس والنفيس ، وهي : -
الدين ، المليك ، الوطن .
1 - الدين ، أُعطي المرتبة الأولى لا تفضيلاً له بل من باب التدليس والتضليل والتثبيط والتهدئة من أجل اتقاء غضب النفوس المؤمنة كي لا تُسْتَفَز فتثور على السلطة !
2 - المليك ( الحاكم ) تم احلاله في المرتبة الثانية بالفرض السلطوي لا الاختيار الشعبي ، فلا يجوز ويُمنع بل يُجرّم أن يُحلل الملك في القسم بالمرتبة الثالثة ، ولا يُنقل تقديماً الى المرتبة الأولى ليس حباً وايماناً بل من باب الاحتياط واتقاء ما قد يحصل في ما لو أُعطيت الأولوية في القسم للملك !
3 - الوطن ( المؤسسات والثروات والشعب والحقوق والواجبات ) وُضِعَ في المنزلة الثالثة التي يجوز بل يجب التضحية بها اذاما داهم الخطر البلاد وفُرِضَ الخيار على الشعب ، بين مَن له - من الترتيبات الثلاث - حق البقاء وتجب حمايته والدفاع عنه بأي ثمن ومهما كانت النتائج ، ومَن هو غير ذي أهمية وثانوي التقدير وتجب التضحية به والتخلي عنه !؟
الخلاصة :
الوطن في عرف وتقدير آل سعود لا قيمة له ولا اعتبار ، ولولا أن السلطة الحاكمة تخشى ثورة دينية - وهي أخطر الثورات الشعبية المسببة - لأمر آل سعود بأن يكون ترتيب الدين في القَسَم الرسمي والتناول الخطابي والإخبار الاعلامي هو الثالث ، أي أخر ما يُفكَّر به ويُبذل الجهد من أجله ولحمايته !؟
وأكبر دليل على عدم اهتمام آل سعود بالدين وربما عدم التَّدين - خاصة في عهد سلمان ( المتلقب بخادم الحرمين ) وابنه الذي ولاَّه - بتفضيل عن الأخرين - مقاليد شؤون البلاد ومصالح العباد - انهاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واستحداث واحلال محلها هيئة الترفيه ( الغناء والرقص والتمثيل المختلط ) الذي شمل جميع مناطق المملكة بما فيها المدينتين المقدستين ( مكة والمدينة ) وإلغاء كل ما كان - قبل عهد سلمان وادارة ابنه - من ثوابت الدين بحسب أراء وفتاوى مشايخ دين سعوديين ، وهم - ويا لسخرية القدر - الذين بعضهم حُجرعليه التحدث بالشأن الديني في عهد سلمان ، وبعضهم أُعتقلوا وزُجّ بهم في السجون بأمر من محمد بن سلمان ( ولي العهد المتطلع لكرسي الحكم ) !
تاريخ الاعداد والنشر 23/10/2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق