رسالة الى العقول لعلّها تُعْقَل !
بعد الاحترام ،
الحوثيون يمنيون يشكلون أحد مكونات المجتمع اليمني ،
والمعتقد المذهبي لا يلغيهم ولا يمسح عنهم صفحة الانتساب للدولة اليمنية
ولا يحرمهم من حقوقهم الوطنية ، ولو نتطرق للمذاهب التي هي أساساً ( جميعها
) مبتدعة ، أي دخيلة على الدين ، وليس فيها ما هو أفضل من الأخر إلا في
نظر ورأي معتنقيه ؛ أقول لو تطرقنا للمذاهب لما خلصنا ، ولا يجب حشر
المعتقد الديني في الموضوع السياسي إلا في حدود ما يتطلب الاستشهاد لتبيان
الشأن .
نعود للحالة اليمنية السياسية فنقول : حين ثار اليمنيون على نظام علي عبد
الله صالح ، تدخل الخليجيون بقيادة السعودية وأجبروا علي عبد الله صالح
بالمبادرة الخليجية على التنحي عن الحكم وتعيين نائبه عبد ربه هادي رئيساً
للدولة ، فحصل ذلك .
وبعد فترة تبيّن لليمنيين ( أغلبية ساحقة وليس الحوثيون وحدهم ) أن الرئيس
المعيّن بالمبادرة الخليجية أفشل شخصية تتولى هذا المنصب الكبير والخطير ،
فلا يملك حسن ادارة ، ولا صواب رأي ، ولا جرأة قرار ، ولا مفهومية تصرف ،
ولا شخصية كاريزمية تفرض احترامها ؛ واكتساب الاحترام - لا شك - يُكسب
بالتبعية شعبية تقبل بالاقتناع أو من باب الاعجاب ما يصدر عن تلك الشخصية
الكاريزمية ، ولنا في جمال عبد الناصر مثل ، وكذا حافظ الأسد ، وصدام حسين ،
والقذافي ، وعلي صالح ، وحسني مبارك ..الخ , على الرغم من أن هؤلاء يوصفون
من قبل خصومهم السياسيين أو الدينيين أو بعض الفئات والطوائف من شعوبهم ،
بالمجرمين الدكتاتوريين الظالمين ؛ فلما تيقّن اليمنيون أن هذا الرئيس (
المعيّن خليجياً ) الذي اطلقوا عليه لقب أومسمى ( الدنبوع ) لا يستطيع
ادارة بقالة معلبات وليس دولة مؤسسات ، أي كما يقول المصريون " لا بيهش ولا
بينش " ثاروا عليه ، كما سبق وثاروا على سلفه ، وهذا من حقهم ، ومن حق أي
شعب لا يرى في الحاكم خيراً ، أن يثور عليه لتصحيح الوضع الخطأ ، وتقويم
الاعوجاج الى السواء ، والشعب في دساتير جميع الدول التي تحترم شعوبها ، هو
مصدر السلطات ، وما الحاكم إلا موظف كبير إن أحسن أُحْتِرم وأُكْرِم من
شعبه ( الذي اختاره لهذا المنصب ) وإن انحرف عن جادة الصواب وجب على الشعب
طرده والاتيان بأخر يحل محله ، تحت ذات المراقبة والمتابعة والمحاسبة
الشعبية .
وبناءً على ما سلف تبيانه وتوضيحه ، فأن المعارضين للتدخل السعودي في
الشؤون اليمنية ، والمتصدين للغزو التحالفي بقيادة السعودية هم أغلبية
يمنية بقيادة يمنية لا يعيبها اعتناقها مذهباً فقهياً قد لا تعتنقة البقية ،
فالمعيار هو العرق والانتساب والهوية ، وهذا المثلث متحقق في أي طائفة
يمنية بالسواء أيٍ كانت ( زيدية ، اسماعيلية ، شيعية اثني عشرية ، سنية
اخونجية ، سنية سلفية ، مذهبية وهابية / مدخلية / جامية ..الخ ) وبالتالي ،
فأن لكل هذه الفئات والطوائف والمكونات كامل الحقوق والواجبات على مستوى
الجمهورية اليمنية بالعدل والمساواة ، دون اقصاء أو انتقاص أو تمييز من أي
نوع كان ، ومن هذه الحقوق الثورة الوطنية الشعبية ضد الطغيان والظلم
والتبعية التي تمسح هوية الدولة وتجعلها خاضعة خانعة منفذة لما يُملى عليها
من الخارج مهما كان ذلك الخارج ، وهذا هو الذي اعتمده ونفذه اليمنيون -
وليس الحوثيون وحسب - الرافضون للتدخل بشؤون بلادهم ، وأُملاء الأوامر
عليهم من قبل الغير ؛ ويا للمفارقة العجيبة المضحكة ، حين يكون المملي يا
دوب بلغ 87 عاماً من العمر بينما المملى - أو محاولة الإملاء عليه - ضاربٌ
بجذوره في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين ، نشأةً وحضارةً وعلماً وعماراً
؟؟!
هذا ما لزم وأكتفي به آملاً في أن يجد طريقه بالنفوذ الى أعماق العقول ، فَيُعقل !
شكراً
3/8/2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق