الأحد، 4 أغسطس 2019

رسالة الى العقول لعلّها تُعْقَل !

رسالة الى العقول لعلّها تُعْقَل !

بعد الاحترام ، 


الحوثيون يمنيون يشكلون أحد مكونات المجتمع اليمني ، والمعتقد المذهبي لا يلغيهم ولا يمسح عنهم صفحة الانتساب للدولة اليمنية ولا يحرمهم من حقوقهم الوطنية ، ولو نتطرق للمذاهب التي هي أساساً ( جميعها ) مبتدعة ، أي دخيلة على الدين ، وليس فيها ما هو أفضل من الأخر إلا في نظر ورأي معتنقيه ؛ أقول لو تطرقنا للمذاهب لما خلصنا ، ولا يجب حشر المعتقد الديني في الموضوع السياسي إلا في حدود ما يتطلب الاستشهاد لتبيان الشأن .

نعود للحالة اليمنية السياسية فنقول : حين ثار اليمنيون على نظام علي عبد الله صالح ، تدخل الخليجيون بقيادة السعودية وأجبروا علي عبد الله صالح بالمبادرة الخليجية على التنحي عن الحكم وتعيين نائبه عبد ربه هادي رئيساً للدولة ، فحصل ذلك .

وبعد فترة تبيّن لليمنيين ( أغلبية ساحقة وليس الحوثيون وحدهم ) أن الرئيس المعيّن بالمبادرة الخليجية أفشل شخصية تتولى هذا المنصب الكبير والخطير ، فلا يملك حسن ادارة ، ولا صواب رأي ، ولا جرأة قرار ، ولا مفهومية تصرف ، ولا شخصية كاريزمية تفرض احترامها ؛ واكتساب الاحترام - لا شك - يُكسب بالتبعية شعبية تقبل بالاقتناع أو من باب الاعجاب ما يصدر عن تلك الشخصية الكاريزمية ، ولنا في جمال عبد الناصر مثل ، وكذا حافظ الأسد ، وصدام حسين ، والقذافي ، وعلي صالح ، وحسني مبارك ..الخ , على الرغم من أن هؤلاء يوصفون من قبل خصومهم السياسيين أو الدينيين أو بعض الفئات والطوائف من شعوبهم ، بالمجرمين الدكتاتوريين الظالمين ؛ فلما تيقّن اليمنيون أن هذا الرئيس ( المعيّن خليجياً ) الذي اطلقوا عليه لقب أومسمى ( الدنبوع ) لا يستطيع ادارة بقالة معلبات وليس دولة مؤسسات ، أي كما يقول المصريون " لا بيهش ولا بينش " ثاروا عليه ، كما سبق وثاروا على سلفه ، وهذا من حقهم ، ومن حق أي شعب لا يرى في الحاكم خيراً ، أن يثور عليه لتصحيح الوضع الخطأ ، وتقويم الاعوجاج الى السواء ، والشعب في دساتير جميع الدول التي تحترم شعوبها ، هو مصدر السلطات ، وما الحاكم إلا موظف كبير إن أحسن أُحْتِرم وأُكْرِم من شعبه ( الذي اختاره لهذا المنصب ) وإن انحرف عن جادة الصواب وجب على الشعب طرده والاتيان بأخر يحل محله ، تحت ذات المراقبة والمتابعة والمحاسبة الشعبية .

وبناءً على ما سلف تبيانه وتوضيحه ، فأن المعارضين للتدخل السعودي في الشؤون اليمنية ، والمتصدين للغزو التحالفي بقيادة السعودية هم أغلبية يمنية بقيادة يمنية لا يعيبها اعتناقها مذهباً فقهياً قد لا تعتنقة البقية ، فالمعيار هو العرق والانتساب والهوية ، وهذا المثلث متحقق في أي طائفة يمنية بالسواء أيٍ كانت ( زيدية ، اسماعيلية ، شيعية اثني عشرية ، سنية اخونجية ، سنية سلفية ، مذهبية وهابية / مدخلية / جامية ..الخ ) وبالتالي ، فأن لكل هذه الفئات والطوائف والمكونات كامل الحقوق والواجبات على مستوى الجمهورية اليمنية بالعدل والمساواة ، دون اقصاء أو انتقاص أو تمييز من أي نوع كان ، ومن هذه الحقوق الثورة الوطنية الشعبية ضد الطغيان والظلم والتبعية التي تمسح هوية الدولة وتجعلها خاضعة خانعة منفذة لما يُملى عليها من الخارج مهما كان ذلك الخارج ، وهذا هو الذي اعتمده ونفذه اليمنيون - وليس الحوثيون وحسب - الرافضون للتدخل بشؤون بلادهم ، وأُملاء الأوامر عليهم من قبل الغير ؛ ويا للمفارقة العجيبة المضحكة ، حين يكون المملي يا دوب بلغ 87 عاماً من العمر بينما المملى - أو محاولة الإملاء عليه - ضاربٌ بجذوره في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين ، نشأةً وحضارةً وعلماً وعماراً ؟؟!

هذا ما لزم وأكتفي به آملاً في أن يجد طريقه بالنفوذ الى أعماق العقول ، فَيُعقل !

 شكراً 

3/8/2019م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...