الأحد، 23 يونيو 2019

ضرب ايران لن يجلب لأمريكا مصلحة

ضرب ايران لن يجلب لأمريكا مصلحة


بعض الأوصاف لا تطابق حال الموصوف ، سواء مدحاً أو قدحاً ، فقد يصف عشّاق الجبان معشوقهم بأنه شجاع ، وينعتون نظيره أو نده بالجبان !

البعض من كارهي أمريكا - لسبب أو لأخر - وصفوا ترمب بالثور من خلال تصرفه وتعامله مع ايران بعكس ما يريد بعض حلفاء أمريكا المجاورين للدولة الفارسية في المنطقة الخليجية !

وفي الحقيقة أن الرئيس الأمريكي ترمب ليس ثوراً بل أسداً كاسراً ، وذكياً فارساً ووطنياً مخلصاً ، ولو لم يكن كذلك لما خرت له الجباه سجداً في تحولاً من الخائرين عن عبادة رب العالمين الى عبادة الأمريكيين ، لأنهم - أصحاب الجباه الساجدة لترمب - رأوا عقاب الله لهم في جرائمهم بحق الانسانية - وهم الذين يدَّعون حسن التدين ونقاء المذهب ويتلقبون بخدمة المقدسات - قد تأخر ، وظنوه لن ينزل بهم ، وفي المقابل شاهدون وعايشهوا ولمسوا وتيقنوا أن العقاب الترمبي يحصل ويتم تنفيذه فوراً ، فتوجهوا للرب الفاعل ترمب وعبدوه وقدموا له القرابين صاغرن منكسرين طالبين العفو منه والصفح عنهم ، لكنه علّقهم ، فلم يعلن رضاءه عنهم ولم يزد ضرباته لهم ، فبقوا في حيرة من أمرهم ، هل هم مرضي عنهم أم مغضوب عليهم من إلههم ترمب !! وما زالوا يقدمون القرابين وللنتيجة منتظرين ، والنتيجة - حتماً - كما قال الضرغام ترمب ( القصب بعد الحلب ) !

وفي شأن تعامل ترمب مع ايران ، فهو تعامل الذكي الحكيم المحنك الذي يعرف جيداً أبعاد مصلحة بلاده ومتطلبات شعبه ، وجعل هذا الشأن الداخلي أولى أُولويات اهتماماته ، وبناء على ذلك عرف وتيقن بأن ضرب ايران من أجل تطييب خاطر وبناء على رغبة وتنفيذاً بالنيابة لتهديد خيبان بن خرفان ( أبو منشار ) الذي هدد بنقل الحرب الى العمق الايراني ، لن يجلب لأمريكا مصلحة تفوق ما تحصل عليه الآن وهي في سلم وهدوء مع ايران ، فالحرب ستجلب أضراراً كبيرة وعميمة لأمريكا خاصة منابع البترول في المنطقة ومن ضمنها دولة المهدد بما ليس بمقدوره تنفيذه ، ستكون عرضة لضربات الصواريخ الايرانية .

ولأن الأمر كذلك ، وأمريكا تحصل - الآن - على ما تريد من المرعوبين المحرضين على ايران ، وتستطيع بإشارة اصبع سحب الكثير من مئات آلاف المليارات من خزائن هؤلاء الجبناء المفزوعين ، فلماذا تشن أمريكا الحرب على ايران التي تخيف البقر فيدر ويفشح للحلاّب ( ترمب ) والمحلوب يصب في خزينة الصالح العام الوطني الأمريكي بما يرضي الشعب من خلال خلق فرص عمل جديدة وتشغيل مصانع وتحريك دورة اقتصادية عامرة وغامر بما يتمنى ويريد ويرغب الناخب ( الشعب ) الأمريكي ؟

وهكذا فهم ترمب وأدرك وقرر واعتمد ونفذ ما هو في صالح بلاده بتجنب الحرب مع ايران وابقاء الأخيرة بعبعاً مرعباً يفزع البقر، فيدوم الحلب حتى محين القصب !


23/6/2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...