الثلاثاء، 12 مارس 2019

الاخوان المسلمون ( ارهابيون ) سعودياًً اماراتياً ( صالحون ) عالمياً !!

الاخوان المسلمون ( ارهابيون ) سعودياًً اماراتياً ( صالحون ) عالمياً !!


قال أحدهم - معللاً بإنتشار الاخوان المسلمين في العديد من دول العالم بما فيها أمريكا وأوروبا - ليس بإستطاعة أي دولة أن تصنف الاخوان المسلمين منظمة أو حركة ارهابية .

قلت :

من حيث الاستطاعة فبإمكان أي سلطة حكومية في أي بلد من البلدان أن تصنف ما تريد حسب ما تشتهي ، والمسألة في هذا الأمر لا تحتاج لأكثر من قلم يوقع به صاحب القرار على المقرر فَيُصار الى التنفيذ !

أما من حيث صوابية القرار ، فلا شك أنها محل نظر وتباين واختلاف وتأييد ومعارضة بين جميع المعنيين بمنصوصه ، سواء داخل الدولة المتخذة للقرار أو في الدول الأخرى التي تتعامل معها ..

فمثلاً ، السعودية تصنف الاخوان المسلمين منظمة ارهابية ، على الرغم من أنها الدولة الوحيدة في العالم التي استقبلت واحتضنت أغلبية عظمى من هذه الحركة حين هروب الاخوان من بطش جمال عبد الناصر ليس عطفاً انسانياً عليهم بل مناكدة واغاظة للنظام الجمهوري التحرري في مصر آنذاك ، وولتهم المناصب المهمة والخطيرة في عموم مفاصل مؤسسات الدولة ، وتزاوجوا بينهم ومع المجتمع السعودي فتكاثروا وانتشروا ليعموا كافة مرافق ومناحي الدولة السعودية ويسيطروا سيطرة تامة على أهم وأخطر مجالين مؤثرين في المجتمع وعلى وجه الخصوص النشء ( الشبيبة الغضة ) في المدارس والجامعات وفي حلقات تحفيظ القرآن وفي المساجد بالخطب والندوات والمحاضرات التي تبدأ وتنتهي بالدين وضرورة محاربة المشركين !

وحين تولى عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر 3 يوليو 2013 على أثر ثورة 30 يونيو من ذات العام التي تولدت عن مظاهرات شعبية عارمة ضد حكم الاخوان برئاسة محمد مرسي العيّاط ( اخواني ) ولأن هذه الثورة التي وصفها البعض بالانقلاب أتت بالسيسي الذي تبيّن عداؤه للاخوان من أول يوم تولى فيه السلطة وحيث توافق هذا العداء السيساوي مع الاضمرار العدائي السلطوي الدكتاتوري العربي وبالذات الخليجي وتخصيصاً السعودي والاماراتي وعلى استحياء الكويتي ، حيئذ رمت السعودية بثقلها وراء السيسي واستسحبت معها الكويت والامارات لدعم وتعزيز واسناد وتقوية النظام السيساوي أمام وضد منتقديه في الداخل ، والمحيط العربي / الاسلامي ، والخارج العالمي ، فضخت الدول الخليجية الثلاث الغنية ( السعودية ، الامارات والكويت ) مئات آلاف المليارات من الدولارات في الخزينة المصرية تحت يد وبتصرف السيسي ، ثم توالت على مصر المساعدات والهبات والاستثمارات والقروض الميسّرة وطويلة الآجال للسداد ومنخفضة الفوائد ؛ وتم الختم من قبل السعودية والامارات بتصنيف الاخوان المسلمين ذوي الثقل العددي والترابط التنظيمي في مصر ، منظمة ارهابية يُحظر ويُجرّم التعامل معها في الداخل السعودي / الاماراتي ، وفي الخارج بما له صلة بهاتين الدولتين !

لكن هل الاخوان في عدا السعودية والامارات مصنفون ارهابيون ؟ أبداً ، فهم يتجولون ويعيشون وتعاملون ويتوظفون ويستثمرون ويتولون عديد المناصب في الكثير من دول العالم كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها ، وفي الخليج تحديداً والمحيط العربي ، حيث لا تعتبرهم الكويت ارهابيين وكذا قطر وعمان والأردن وتونس والجزائر والسودان وموريتانيا والمغرب والصومال وجيبوتي ..الخ !

ومن هنا يتضح بجلاء تام أن التصنيف السعودي للاخوان بأنهم ارهابيون ليس إلا فورة عاطفية ونزوة انجادية للسيسي الذي ارتمى بمصر في الحضن السعودي بائعاً للدولة الوهابية التكفيرية الرجعية الظلامية بحفنة من الدولارات المسمومة ، العزة والكرامة والقوة والمكانة والحضارة والتاريخ والتراث الثقافي والمعرفي والعلمي وجميع ما تُعرف به جمهورية مصر العربية من مناقب ومبادئ وصفات الشموخ والنبالة !؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...