هل يلاقي محمد بن سلمان مصير صدام حسين ؟
قد لا يكون من وجه للمقارنة بين صدام حسين الذي أطاح بنظامه الأمريكان بقيادة بوش الابن ثم اعتقلوه وقصبوه في يوم النحر العظيم ( الأضحى ) كثور يجزي عن سبعة أسهم ( دول مجلس التعاون + ايران ) الذين تأذوا من طيشه وطبشه واستهتاره واحتقاره لهم سواء الايرانيين الذين شن عليهم الحرب أو الخليجيين الذين أجبرهم على دفع تكاليف الحرب من ساعة البدء حتى النهاية !
فـ محمد بن سلمان لم يشن الحرب إلا على اليمنيين الفقراء العرايا ومع ذلك كسروا خشمه وخشم أبيه قبله حيث نقل أبو يمن المعركة الى العمق السعودي ، ما أجبر السعودية على تقديم الشكوى تلو الشكوى لدى مجلس الأمن طالبة التدخل لوقف صواريخ اليمنيين الباليستية التي طالت المدن السعودية بما فيها العاصمة الرياض ! ولا أدري كيف العقلية السعودية تفتقت عن أن المعتدي ( التحالف بقيادة السعودية ) يُحرّم ويُمنع التصدي له من قبل المعتدى عليه ؟!
أما القاصمة التي - ربما - استحق بسببها ونال عنها بن سلمان ما ناله صدام فهي جريمة قتل ( غيلة ) الصحفي السعودي اللاجئ بقلمه بحثاً عن الحرية في التعبير عن مشاكل بلده تحت حكم الاستبداد الطاغوتي السلولي ، حيث تم استدراجه الى القنصلية السعودية بإسطنبول بتركيا ، وهناك أُجهز عليه بأبشع صورة ومنهجية اجرامية همجية لم يشهد التاريخ البشري مثيلاً لها ، تلك الجريمة التي تفاعلت وتصاعدت حتى بلغت الأفاق العالمية الاعلامية والسياسية والقانونية ، وتوجت مؤخراً بتشريع من الكونجرس الأمريكي يعتبر فيه محمد بن سلمان ( ذكره بالاسم والصفة المنصبية ) مسؤولاً عن مقتل جمال خاشقي ويجب محاسبته والضالعين في الجريمة الذين - قطعاً - لم يتصرفوا من تلقاء أنفسهم خاصة وأن منهم مستشارين وحراس أمنيين لولي العهد وعسكريين ومخابراتيين وجميعهم من الدائرة الضيقة المحيطة ببن سلمان ، لذلك يستحيل - حسب الكونجرس الأمريكي - أن يعمل هؤلاء المجرمون ما عملوا من غير موافقة أو مباركة أو أمر من محمد بن سلمان ، حتى المنطق والعقل لا يقبل ولا يستسيغ أن 15 فرداً ( صاروا بإفادة السعودية 20 ثم قفزوا الى 22 فرداً ) الذين ذهبوا الى تركيا بطائرتين خاصتين لإغتيال جمال خاشقجي ، كانوا بخفية عن بن سلمان ودون علمه ، وهو الذي يدير شؤون البلاد بكامل الصلاحيات بما فيها صلاحية الملك نفسه ، إلا أن يكون إمعة أهبل غبي لا يعلم ولا يدرك ما يجري حوله ، ففي هذه الحالة يكون غير كفء لإستلام المسؤولية العظيمة وتحمل الأمانة الجسيمة !
قد يقول قائل أن ترمب الذي شفط من السعودية في أول زيارة اختبارية له 460 مليار دولار ثم لحقه بن سلمان في أمريكا بمثلها وصبها في حجره أمام الأنظار والكاميرات واندهاش الصحفيين وقهر المسعودين الذين شاهدوا المنظر وتابعوا الخبر - قد يقول قائل أن ترمب لن يتخلى عن بن سلمان وسيدافع عنه ويبطل قرار الكونجرس خاصة وأن البقرة ما زال ضرعها وافر الحليب ، لكن لهذا القائل نقول ، في يناير 2019 ستكون الأغلبية للديمقراطيين في البرلمان ومع غالية الجمهوريين المعارضين لنهج ترمب المدافع عن المجرمين سيتوفر نصاب الثلثين لإبطال الفيتو الرئاسي فينفذ القرار ويُجبر الرئيس على الإلتزام به وتطبيقه أو تتم مساءلته برلمانياً وربما طرده كما حصل لنكسون !
تاريخ الانشاء والنشر17/12/2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق