الجمعة، 8 يونيو 2018

هل استغبت الكويت أم جبنت ؟!

هل استغبت الكويت أم جبنت ؟!


الحكومة الكويتية تحب النفخ ويطربها المديح ويأسرها البريق الاعلامي ، والانتهازيون يدركون ذلك جيداً ويعرفون كيف يوظفون النفاق في مجال الاسترزاق بمنهجية " امدحه وخذ عباته " !

وفي العهد الكويتي الجديد تجلى الضعف وانعدام الارادة وتبعية القرار، بل وتعاظم الغباء ومنهج البُلهاء ، حيث لم تُسْتَخْلَصَ العُبر وتُسْتَوْعَبَ الدروس فيتم الإتعاظ بما حصل في فجر يوم الخميس الأسود 2-8-1990م ، حين غزا العراقيون الكويت التي دعمت حربهم مع ايران طيلة 8 سنوات ، واحتلوها وشردوا أهلها بأبشع صورة وسلوكية اجرامية في القرن العشرين ترتكب بخسّة ونذالة بحق جار مشتركٍ مع المعتدين بالعرق واللغة والدين والتاريخ والجغرافيا ، وزاد الطين بلّة أن الذين ناصروا المحتلين هم المستفيدون من خيرات الكويت ، كـ ( الفلسطينيين ، الأُردنيين ، السودانيين ، التونسيين ، الموريتانيين ، اليمنيين ) وشارك في تأييد المعتدين وان لم يستفد من الكويت لعدم الحاجة المالية ( الجزائر ، ليبيا ) أي أن 1+10 دولة عربية خانت وخذلت الكويت في أصعب موقف ومحك اختبار للمعادن الآدمية ، حيث تعرّت وتجلّت معائب تلك الدول وما سمّي دولة ، واتضحت أعراقهم الكوكتيلية وأخلاقهم الدنيئة ، ولم تمنعهم من الخسّة والدناءة مصالحهم الإنتفاعية حين كانوا - وللأسف عادوا الى ما كانوا عليه بفضل غباء حكومة الكويت - يغرفون من الخير الكويتي !

رغم ما مرّ بالكويت وأهلها من المآسي والمظالم التي ترتبت على الغزو العراقي ونتيجة للإحتلال البعثي الهمجي ، تعمّدت الحكومات الكويتية التي تعاقبت على ادارة شؤون البلاد بعد رحيل الأمير جابر الأحمد وولي العهد سعد العبد الله ، حذفت صفحة من تاريخها الشاهد بفضلها على ناكري الجميل ورافسي الماعون الكويتي ، الذين انحازوا الى جانب المعتدين العراقيين وناصروهم ضد الكويتيين !

لقد عادت الكويت في عهدها الجديد الى ما كانت عليه قبل الاحتلال العراقي ، وكأن لا شئ مؤلم وظالم حل بها وبشعبها ومؤسساتها الوطنية في ذلك اليوم المشؤم ( 2-8-1990م ) فهاهي الكويت عن طريق مندوبها في مجلس الأمن تواصل وتدفع بالمشاريع الأُممية لمناصرة الفلسطينيين شركاء البعثيين العراقيين في الغدر بالكويت ! كلما سقط مشروع دفعت بأخر في منهجية استماتية مقرفة ، حتى صارت الحكاية محل تندر وسخرية واستهزاء تمطر به الكويت على مدار الساعة في الدواوين المحلية والمنتديات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات وعلى ألسنة المحلليين السياسيين ، والكل بلسان واحد وسؤال استغرابي واحد يقول هل استغبت الحكومة الكويتية فنسيت أو تناست ما حل بها من بلاوي هؤلاء الذين تستميت في مناصرتهم ؟! أم أنها خارت وجبنت أمام المبتزين من ذوي الألسن اللاسعة والألفاظ الشانعة ؟!

هناك تعليق واحد:

  1. مفهوم جداً أن الذي احتل الكويت هو العراق ، ومفهوم جداً أن الذين ناصروا المعتدي العراقي هم الأُردنيون في الخارج بقيادة حسين بن طلال الذي لازم صدام طيلة شهور الاحتلال ، ورفض يعتذر للكويت بعد أن اندحر هو وزنيمه صدام حتى فطس عليه اللعنات منتزعاً الحق الشرعي من شقيقه الحسن واعطائه لابنه المهجن عبد الله ، الذي اتخذت الكويت عهده مبرر لجبنها كي تعيد العلاقات مع مهينيها وربما بضغط من أصحاب الجميل الوضاء ( الأمريكان )!

    ومفهوم جداً بألم عظيم مناصرة الفلسطينيين في الداخل للعراقيين الغزاة المحتلين ، وكان حين ذاك يتواجد في الكويت ما يفوق 500 ألف فلسطيني يعملون في أحسن الوظائف ويسكنون أفخر الشقق ويتطببون ويتعلمون بما لم يوفر للكويتيين ذاتهم ( أهل البلد ) !

    واذا كان المجرم الأول العراقي البعثي بل حتى غير البعثيين من العراقيين شاركوا بالرضاء أو الإرغام من قبل أزلام صدام في الغزو للكويت ، اذا كان المجرم الأول مدان - وهو كذلك بلا شك - فأن الأنذل منه والأخس والأكثر دناءة وأبلغ اجراماً هم الفلسطينيون الذين أداروا للكويت وأهلها ظهر المجن وانضموا للغزاة العراقيين وشاركوا في السيطرات والاعتقالات والتدليل على بيوت شيوخ وشخصيات الكويت وشاركوا في نهبها ، وشعاراتهم وكتاباتهم على الجدران تشهد عليهم بخسّتهم ونذالتهم ، وشعارهم العدائي للخليج ككل وليس الكويت وحسب هو " بالكيماوي يا صدام من الكويت الى الدمام "

    أما حكاية أن الكويت استفزت العراق حتى أوجبت على نفسها الغزو والاحتلال فهي لعمرك حكاية مضحكة أكثر مما هي مستهجنة لأنها من الأساس مكذوبة ، فالذي حصل هو أن العراق ( صدام ) بعد أن تم وقف الحرب مع ايران أُممياً ، استنهظ عرق الدساسة المستمدة من نطف الحرام الغرس في تربة حي الطرب النجسة ، فأنبأه بأن يختلق ضد الكويت بدعة يتخذها مطية ومبرراً لتنفيذ خسّته ، فأول ما بدأ به طلب من الكويت اسقاط الديون التي تقدر بـ 14 مليار دولار بحجة أن العراق للتو خرج من حرب منهك والكويت غنية وليست بحاجة ، فإستغرب الكويتيون هذا الطلب رغم أنهم لم يفاتحوا العراقيين بشأن سداد الديون ، وقالوا في ردهم على العراقيين أنهم لم يطالبوا بالسداد بل أنهم مستعدون لإعادة الجدولة واسباق المحين بفترة سماح طويلة لا تحتسب لها فوائد ، غير أن العراقيين رفضوا العرض الكويتي وطالبوا بالاسقاط التام ، فرفضت الكويت .

    بعد ذلك اختلق العراقيون حكاية أن الكويت تسرق نفطهم من المنطقة المحايدة بينهم ، وطبعاً نفت الكويت وكذّبت هذا الادعاء وطالبت بلجنة دولية ذات اختصاص للفحص والتأكد من صحة أو عدم صحة الادعاء العراقي ، ورغم أن العراق رفض أن تحضر لجنة للفحص إلا أن الطلب بضغط من أطراف عدة عربية ودولية ووفق عليه ، وحضرت اللجنة وأفادة بعد الفحص بأن الأرض من جهة العراق أخفض بكثير منها جهة الكويت وأن العمق لا يتيح للكويت أن تسحب النفط من الحقل العراقي ، وطبعاً هذا التقرير لم يرضِ العراقيين ، وواصلوا الاتهام والتهديد ، وكان صدام يردد في خطبه واعلامه " العراق اذا قال فعل " فنشطت الدبلوماسية الكويت ( سبحان الله كأنها حالة قطر اليوم مع محاصريها ) وجالت على الدول العربية والعالمية الصديقة لشرح موقفها ودحض ادعاءات العراق ، وأتى العديد من الرؤساء والوزراء ، ومنهم حسني مبارك وأمين جامعة الدول العربي - آنذاك - وياسر عرفات ( خائن الحضن والعيش فقد كان يعمل في الكويت ومنها أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية [فتح]) وجالوا على الحدود المشتركة بين العراق والكويت وذهبوا الى صدام وتباحثوا معه في ذات الشأن ثم أتوا الى الكويت وأكدوا لها أن لا نية لدى صدام بغزو الكويت وكل ما في الأمر تهويش وترعيب من أجل أن توافق الكويت على اسقاط القروض ، فإطمأنت الكويت لهذه التأكيدات التي أما لم تكن صادقة أو أن صدام نكص عما وعد به زائريه الذين أتوا للتوسط في حل الاشكال ، وألغت الكويت الحجز العسكري وسمحت لِمَن يريد من العسكريين التمتع بأجازته السنوية أن يفعل ، وفجأة وعلى حين غرة وفي وقت الأسحار - كما فعل سلمان مع اليمنيين - غدر صدام بالكويتيين واجتاح أرضهم في فجر يوم الخميس 2-8-1990 وحصل الغزو والاحتلال بما هو معلوم للجميع من التداعيات ؛ والكلام في هذا الشأن يطول ولا ينتهي ، فلنكتفي .

    ردحذف

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...