الأحد، 5 نوفمبر 2017

ضرب بسيف أبيه ضربته فأزاح عن طريق هيمنته عقبته

ضرب بسيف أبيه ضربته فأزاح عن طريق هيمنته عقبته


لم يكن اعتقال مجموعة من الأمراء آل سعود وعزل أخرين من مناصبهم ، دافعه وموجبه والهدف منه تطهير البلاد من الفساد ، وما هذا المبرر إلا ذرٌ للرماد في عيون المستغربين والنقّاد ، فهذا الذي يقال عنه ويسوق له أنه فلتة الزمان من بين الغلمان لمحاربة الفسدان هو أول مَن استفتح تربعه على الكرسي القيادي مرفوعاً بيد أبيه الذي جعله دلّوعه المفضل من بين الأبناء والأحفاد ، بشراء يخت من المال العام بـ 500 مليون دولار مجهز بكل ما تتمنى النفس وتستلذ العيون من مباهج الحياة ومنافع الدنيا ، كما اختفى من تحت يده أو هو لطشه 100 مليار دولار لم يُعثر لها على أثر ولم يعرف أحد - غير ( اللاهط ) - لها طريقاً سلكته حين خروجها من صندوق الأمانات العامة ( ميزانية الدولة ) في الوقت الذي يوجد فيه ما يقارب 25% من الشعب السعودي تحت خط الفقر ( احصائية وزارة الشؤون وتأييد مجلس الشورى ) اضافة الى80 % بلا سكن من ذات الشعب المنكوب بأُسرة حاكمة تتنافس في ما بينها ، ومع رموز اجتماعية ورأسمالية ، في الفساد ، وبعد أن حلّ العهد الجديد الذي وصفه صاحبه بما هو حقٌ وصدقٌ فيه ، تم قطع العلاوات عن الموظفين وخفض الرواتب ورفع الأسعار وتصعيد الرسوم وفرض الضرائب في سابقة لم يحدث لها مثيل في تاريخ السعودية قبل هذا العهد الموصوف من أهله بما هو أهلٌ له !

ليس صحيحاً أن الهدف من اعتقال هذا العدد الكبير من الأمراء والموالين لهم من الوزراء ، هو محاربة الفساد ، وليس من المنطق ولا المعقول أن يكون محارب الفساد هو أحد الضاعين فيه والمحتمين بالسلطة لنهب ما ليس لهم بحق كما فعل فلتة الزمان من الغلمان الذي ضرب بسيف أبيه ضربته فأزاح عن طريق هيمنته عقبته ، فهذا الغلام المدلل ( دلّوع أبيه ) يطمح بجنون لتولي الحكم خلفاً لوالده بالتنازل أو الوفاة ، ولأن بين أفراد الأسرة الحاكمة أُمراء أحق منه بالسلطة الهرمية في الدولة سواء بفارق السن أو الخبرة العملية والدراية الادارية أو بالتسلسل المنصوص عليه في نظام الحكم منذ عهد المؤسس ( عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ) فأنه بمشورة الطامعين في منثورات مائدته أو الساعين من الخارج لإمتطائه لقيادة البلاد من خلاله في الوجهة التي يريدونها ، وليس حصار قطر ببعيد عن الذاكرة حيث بدأت الحكاية بجريمة إلكترونية تتهم فيها قطر بما ليس صحيحاً ، ثم دُبّست فيها السعودية عن طريق الغلام ( محارب الفساد ) الذي سار وراء العابثين لتحقيق المراد المشين !

لا أعتقد أن الوضع سيستقر ويتهيأ بما يسعد ويأمل فيه محمد بن سلمان بعد هذه الاعتقالات التي تجاوزت المنطق وتنافرت مع المعقول ، حيث يريد محمد بن سلمان أن يضحك على العقلاء ويقنعهم بأن الفساد في المملكة السعودية حالة طارئة ولم تكن عادة متبعة منذ النشأة والكينونة لهذا الكيان السعودي ، فشبوك آل سعود التي تخترق الصحاري مسيجة آلاف الكيلومترات المربعة من الرمال المترامية في الصحراء الجغرافية للمملكة السعودية ، حيث لا مرعى لماشية ولا مقيل لماشي ، تشهد على حقيقة تأصل وتعمّق الفساد في نفوس آل سعود ، اضافة الى الشركات الوهمية و الأخرى ذات السمعة السيئة التي عليها تُرسى المناقصات التنفيعية لمشاريع ذات أرقام مليارية ، فتذهب الأموال ولا تتم المشاريع ! وكذا الاحتكارات العقارية والزراعية ، و الدخول بالإجبار كشركاء في الشركات الفاعلة والناجحة للمستثمرين من الأجانب والوطنيين ، وغير ذلك من أنواع الفساد الذي يشارك فيه محمد بن سلمان وأبوه قبله وأُخوته وأعمامه ، فيأتي اليوم وبمساعدة وحماية وتوقيع وأمر أبيه ( الملك سلمان ) ليحارب الفساد !؟

هكذا بكل سهولة واستهبال يضحك محمد بن سلمان على مَن حوله بحكاية محاربة الفساد الذي هو يغوص في بحره العميق بزفير وشهيق ، وذلك ليصرف الأنظار ويستغبي العقول عن هدفه الأساسي وهو ازاحة المنافسين والرافضين لتوليه الحكم تجاوزاً لِمَن هم أحق منه وأولى بذلك !

أعتقد أن السعودية بدأت أولى خطوات المسار في طريق الأفول ، فلن يبلع الموس ويسكت الأمراء المعتقلون ولا ذووهم المتأذون من تشويه السمعة والتشهير بهم من خلال وصفهم بأبشع صفة منهجية ( فاسد ) أي حرامي ، وهم المدرجون في نظام سلّم تسلسل الصعود الى الحكم !؟

ستشهد السعودية أياماً حالكة السواد ان لم يبادر المخلصون من ذوي العقل والاتزان لإصلاح ما أفسده الطمع الجانح والطموح الجامح لدى محمد بن سلمان في الهيمنة والتسلط على كل شئ تحت السماء وفوق الأرض بإمتداد المساحة الغرافية السعودية ، دون منافس بحق أو اعطاء حقٍ لمستحق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...