ما جرى في سوريا ليس ثورة وطنية بل ارهاب ترعاه دول تتقدمها السعودية
لم تدعم السعودية معارضة سورية ، ولا يوجد معارضة من الأصل ، بداية ما حصل في سوريا هو محاولة من الاخوان لإستنساخ ما يسمى بالربيع العربي في سوريا ، طمعاً في الحكم كما حصل لفرعهم في مصر ، وانتقاماً ممّا حصل لهم في حماة 1982م في عهد حافظ الأسد !
ولكن ، لأن بشار الأسد قد وصف بعض حكام الخليج الذين انتقدوا حرب حزب الله مع اسرائيل ، وصفهم بأشباه الرجال ، فقد هب القوم الموضوفون هبة ( زعل بزران ) وتنادوا من السعودية وبعض الدول الخليجية للجهاد في سوريا بهجمة ارهابية هوجاء من الفتاوى الوهابية التكفيرية والدعوات التحريضية وجمع التبرعات مباشرة على الهواء بصناديق أُعدت لهذا الغرض في المساجد واللجان المسماة خيرية وفي استوديوهات المحطات التلفزيونية الرسمية ، حيث تنادى القوم الى ذلك وتسابقوا فيه بتوثيق اعلامي بالصوت والصورة حتى أن بعض الأمراء السعوديين تبرعوا في ذات المجهود وأُعلنت أسماؤهم ونقلت صورهم مباشرة على الهواء من القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية ، وهم يضعون النقود في الصناديق تباهياً وترغيباً وحثاً للجمهور ليتوافدوا ويجودوا بالتبرع للمجاهدين في سوريا !
وأتبعت السعودية هوجتها التحريضية وفتاواها التكفيرية ، بإستجلاب القتلة والارهابيين من أفغانستان والشيشان وباكستان وليبيا ومصر ولبنان وتونس والجزائر وغيرها ، ومولتهم وسلحتهم ودربتهم في معسكرات أُعدت لهذا الغرض في الأردن ، ثم بثتهم في الأرض السورية ليزهقوا الأنفس ويعيثوا في الأرض خراباً وفساداً تحت سم ( معارضة سوريا ) تتكون من مجموعات غير متجانس عرقاً ولوناً ولغة !؟
ولما خابت السعودية وتوابعها في سوريا وصادف مع الخيبة صدور قانون ( جاستا ) المخصص لمحاسبة داعمي الارهاب الذي فجر مفرزة منه برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك 2001 م ، وكان من ضمن الارهابيين 15 سعودياً ، عرفت السعودية أن رقبتها مطلوبة للمقصلة ، فقللت من مظاهر دعمها للإرهاب ، وجعلته دعماً خفياً بعيداً عن الأضواء والخُطب الرعناء التي كانت تتبختر بها الوهابية وتستعرض تبرعاتها للإرهابيين ( المجاهدين ) أمام الفلاشات والعدسات الاعلامية ، قبل أن يظهر مرعب المجرمين ( جاستا ) ومن أجل ابعاد الشبهة الاجرامية الثابتة في حقها ، عنها انضمت السعودية لتحالف أُوباما المشكل من 60 دولة لمحاربة الدواعش في العراق وهي محاربة اتضحت حقيقتها الزائفة لا حقاً !
وضخت السعودية - بهدف التمويه واخفاء الوجه الكريه - مئات الآلاف من مليارات الدولارات على مراكز أُوروبية أُنشئت للبحوث والدراسات في كيفيه القضاء على الفكر الضال !
ولم تكف السعودية عن منهجية الإرشاء بالمال أو الصفقات الاستثمارية في الدول المؤثرة بالقرار الأُممي ، بهدف اعماء عيون واصمام الأسماع وتمويت الضمائر، فيتم غض البصر عن جرائم السعودية بحق الانسانية ؛ ولعل أخر ولن يكون الأخير ما حصل عليه وعاد به الى بلاده الرئيس الأمريكي ترامب في ختام زيارته للسعودية بعد أن وصفها بالبقرة الحلوب التي ستحلب ثم تقصب وقد صدق في الأولى وأجل الثانية بشفاعة 460 مليار دولار سلمها له سلمان مشفوعة بقبلة وتعهد بتنفيذ الأوامر وعدم مخالفة التعليمات الأمريكية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق