مفارقات العدالة الدولية بالمنهجية الأمريكية
1 - من المعلوم أن ثورة ذات صفة حزبية اسلامية ( اخوانية / سلفية ) حدثت في سوريا محاكاة لما كان يجري في بعض الدول العربية بداية بتونس من أحداث سميّت ثورات شعبية ، وأُطلق عليها اصطلاح ( الربيع العربي ) وقد تصدى النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد لثورة التخلف والرجعية ، الأمر الذي أوغر عليه قلوب دعاة وحماة التخلف والظلام في الجوارالخليجي بقيادة سعودية تمثلت في اعلان الجهاد ( المقدس / في سبيل الله !) على الأرض السورية ، وحشدت الوهابية السلولية واستجلبت من شتى الأصقاع بالفتاوى التكفيرية والتفسيرات الإلتوائية الدينية والتأويلات الفقهية المذهبية ، آلاف الارهابيين ( مجاهدين حسب الوصف الوهابي ) من أفغانستان والشيشان وباكستان وغيرها من منابت ومزارع القتلة والدمويين من ذوي الخبرات الارهابية المعتّقة ، وسلحتهم ومولتهم ثم نشرتهم على طول وعرض الجغرافية السورية ، الأمر الذي اتضح للوطنيين السوريين مغزاه الافسادي وهدفه التخريبي ، فإلتفوا حول قيادتهم بزعامة الرئيس الدكتور بشار الأسد ، وتعاهدوا على حماية البلد والشعب من وحوش التكفيريين الذين أسفروا عن حقائقهم الخبيثة ونواياهم السيئة من خلال مسمياتهم الاسلامية وراياتهم السوداء الرجعية ( الاخوانية والسلفية ) الهادفة الى تجهيل وتخفيش وخرفنة الشعب السوري وتحويل بلد التاريخ العريق والحضارة المتجذرة الى كهف ظلامي ومحكر تحجيري يعود بمعاصري القرن الواحد والعشرين الى العصر الحجري والحياة البدائية حيث تتداخل الآدمية مع الحيوانية في المأوى والمأكل والمشرب والتزاوج !
2 – ومن المعلوم – أيضاً – أن المبادرة الخليجية بشأن اليمن قد أجبرت الرئيس علي عبد الله صالح – تحت ضغط هيجان شعبي ( سمي ثورة ) على التنازل عن الحكم لصالح نائبه – آنذاك – عبد ربه منصور هادي ، الذي تبين للشعب اليمني حال مباشرته لمهامه أنه أقل من البهيمة فهماً لمقتضيات المهمة وأخفض ادراكاً لأبعاد المسؤولية الجسيمة حيث قيادة الدولة ورعاية مصالح الشعب ، فهو بلا شخصية ، ومعدوم ارادة ، وبليد تفكير ، ومتردد في الاجراء ، وجبان عن اتخاذ القرار ، يعني بإختصار ( فاشل ) حيث أطلق عليه الشعب اليمني لقب ( الدنبوع ) وبعد وعندئذ ثار الشعب اليمني ثورة حقيقية لإسقاط – وقد تم – نظام الدنبوع المفروض على شعب الحكمة والايمان من قبل مبادرة الجهل والطغيان ، فلم يرق الأمر ( الثورة اليمنية على الدنبوع ) للقيادة الخليجية الظلامية ( السلولية ) التي تدعم الثورات ( الحزبية ) في ما وراء المحيط الخليجي بحجة تمكين الشعوب في البلاد المغضوب عليها وهابياً ، من الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة الانسانية ، وهي المبادئ التي تفتقر لها ولا تعمل بها لشعبها الدولة السلولية !
بعد تلك الحالتين السالف ذكرهما حيث القاسم المشترك في المسمى ( ثورة شعبية ) والتعامل معهما متناقض بتعاكس جلي ، حيث في ما يسمى بالثورة السورية ( مجموعات عديدة من المنظمات والحركات الارهابية ) نهضت واستنهضت دول التخلف والرجعية الخليجية بقيادة السعودية قواها وقوى المسترزقة من الارهابيين المحليين والاقليميين والعالميين المستأجرين بالمال السعودي المهدور في مسالك الفجورعلى ما لا يعود بالفائدة على الشعب المسعود المقهور ، لمناصرة ومحاولة انجاح الثورة بإسقاط النظام الشرعي المنتخب ديمقراطياً ، بإعتباره ( حسب الوصف السعودي ) دكتاتورياً ظالماً معادياً للحرية والمبادئ الانسانية بجيع معانيها السامية !
وفي الثورة الحقيقية التي قام بها وانتصر فيها الشعب اليمني ضد أهبل المبادرة الخليجية ( الدنبوع ) عبد ربه هادي الذي عرف مستواه وقدره الصفري لدى الشعب اليمني ، فقدم استقالته وغادر البلاد خارجاً من القصر الجمهوري بزي نسوي ، في هذه الثورة ( اليمنية ) كوّنت السعودية تحت قيادتها تحالفاً من 14 دولة بدعم ومساندة واسناد ( سياسي وعسكري وتكنولوجي ) من أمريكا وبريطانيا ، اضافة الى الجنود المستأجرين والمسترزقة المشترين من شتى البلادين ، وشنت الحرب على اليمن بحجة دعم الشرعية !
في سوريا ، السعودية تدعم الثورة ضد الشرعية ، وفي اليمن ، السعودية تدعم الشرعية ضد الثورة !!
ومن الغرابة واثبات التجني السعودي على الشعب اليمني ، أن مايسمى بالشرعية ( عبد ربه هادي ) أقر بالصوت والصورة وبالضحكة الساخرة أنه لم يعلم عن [ دعم الشرعية ] شيئاً إلا من خلال الاعلام بعد ساعات من بداية عاصفة الحزم ! [ شرعية لا تعلم عن دعمها ولا داعمها أعلمها بدعمه له ]!؟
الآن في ميزان العدالة الدولية بالمنهجية الأمريكية ، نرى أمريكا ( ترامب ) تضرب بالصواريخ العابرة مطار سوري ثنائي الاستخدام ( عسكري / مدني ) انتقاماً لضحايا خان شيخون الذين قضوا بالغاز السام الذي تبادل الاتهام بشأن استخدامه النظام السوري والارهابيون الذين يحتفظون بمخازن للسلاح الكيماوي وقد سبق أن استخدموا ذات السلاح واعترفوا بذلك ولم تغضب أمريكا وتضربهم !
وفي الوجهة المقابلة نرى أمريكا ( أوباما ومواصلة من ترامب ) تمد وتدعم التحالف الاجرامي بقيادة السعودية في الحرب على اليمن بالقنابل العنقودية والانشطارية والصواريخ الاختراقية التي أبادت أكثر من 10 آلاف نفس بريئة من الشعب اليمني شاملة جميع الأعمار والأجناس البشرية !
وتؤيد أمريكا وتحمي وتمد بالمعلومات التكنولوجية الحصارالمفروض على الشعب اليمني من قبل السعودية ، حيث تفشت المجاعة وانتشرت الأمراض الوبيئة لتفتك وتنهي حياة مَن بقي على قيد الحياة من الشعب اليمني ناجياً من القنابل الأمريكية المقذوفة بالطائرات السعودية ذات المصنعية الأمريكية !؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق