لن تهنأوا ، وسيكون حالكم أسوأ من الآن ، اذاما تحقق أملكم بشأن ايران
البعض أجهد نفسه وأضنى حواسه وهو يبحث عن اشارة أو عبارة فيها ما يمكن تفسيره ضرراً سيصيب ايران ، ثم يأتي بما وجد بمتهجاً مبشراً مماثليه في السعي بأن القضاء قد اقترب من ايران بتأكيد تصريح صحفي اسرائيلي أو تحذير أمريكي !
مَن يقرأ مجلوبات وتعليقات وكتابات - والكتابات الفكرية الذاتية شبه معدومة حيث أغلب المسرود نقل من مواقع - يتيقّن بأن هذه التعبيرات تنعكس عن نفسيات خائفة مرهوبة ومفزوعة من ايران التي لم يبد منها - حتى الآن - ما يمكن اعتباره ضرراً وقع على بلدان - أو بمعنى أصح بلد - هذا الجمع المرعوب !
نقول لهؤلاء الذين يتمنون أن تريحهم أمريكا وتهدئ روعهم بحربِ عسكرية مباشرة أو بالوكالة ضد ايران : لن تهنأوا ، وسيكون حالكم أسوأ مما أنتم فيه الآن وما تتعرضون له في بلدانكم ( بلدكم ) من اجراءات وصلت الى العظم من مصادر معيشتكم حيث خّفضت الرواتب وقُطعت العلاوات ومُنعت البدلات ورُفعت الأسعار وتعالت الضرائب تحت مسميات تمويهية عديدة تستهدف تحميل المواطن تكاليف الممارسات الطائشة للحكومة الفاشلة والقيادة الطاووسية المخرّفة التي أشعلت نيران الحروب في دائرة محيطها بغبائها وعدم وعيها لما ينعكس عليها - كبلد وشعب وأمن واقتصاد - من تبعات كارثية ؛ فإذاما أُضيفت ايران الى القائمة حيث ستحمّل أمريكا - في حال اتخذت أمراً بشأن ايران - الخليجيين تكاليف الاجراء الأمريكي ، فأن الوضع المعيشي الشعبي والتنموية في بلدانكم ( بلدكم ) سيكون كارثياً بمعنى الكلمة ، وليس هذا وحسب ، بل أن ما سيقع على ايران سينعكس حالاً ومباشراً على الخليجيين في أمنهم واقتصادهم ومنشآتهم الوطنية ذات الأهمية الاستراتيجية الاقتصادية والأمنية ، اضافة الى ما سيحدث من انشقاقات وربما اقتتالات بين طوائف المجتمعات الخليجية التي نصفها يرتبط بإيران مذهبياً كما يرتبط الأخرون بالسعودية مذهبياً ، واذا دبّ الشقاق وحصل الاقتتال في المجتمع الواحد بدافع عقدي أو مذهبي فقد أزف زوال ذلك المجتمع !
والسؤال هو : هل تعي الحكومات والزعامات الخليجية وبالذات القيادة الوهابية ما يمكن أن ينتج وينعكس عليها كأنظمة حاكمة ودول قائمة وشعوب حالمة ، من أضرار مهلكة ومصائب مميتة اذاما طلبت من أمريكا توجيه ضربة لايران أو تورطت في دعم ما قد تتخذه أمريكا في شأن الدولة الفارسية التي تتواجد صواريخها الباليستية على الضفة الشرقية من الخليج ولها نقاط ارتكاز عسكرية متقدمة في الجزر الاماراتية ، ناهيك عن الخلايا المتعاطفة مع ايران مذهبياً بين ثنايا المجتمعات الخليجية ؟
اذا كانت السعودية وهي تقود تحالفاً من 14 دولة + 2 اسناد ( أمريكا وبريطانيا ) وعلى مدى 22 شهراً من بدء الحرب على اليمن لم تستطع تحقيق بنداً واحداً من بنود مبررات اعلان وتنفيذ الحرب على هذا البلد الموهن بالحروب المتتابعة ، والشعب المنهك بالمجاعة والأمراض الفتّاكة ، ويتصدى للمعتدين بأسلحة متواضعة جداً وغير متكافئة بصورة من الصور مع ما تمتلكه وتستخدمه السعودية وتحالفها ومسترزقتها المستأجرون من شتى الأصقاع ، أقول اذا كانت السعودية - التي تحث وتحرض أمريكا على ايران - بتحالفها المحتشد من جميع القارات لم تستطع زحزحة اليمنيين عن مواقعهم ، بل ولم يقدر على وقف تقدمهم الى العمق السعودي ، فكيف تستطيع هذه الدولة الوهابية والحكومة السلولية والتوابع الخليجية تحمل تبعات وانعكاسات ما ستوجهه - اذا تم - أمريكا لايران انطلاقاً أو بدعم من الخليج ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق