انفض المولد ، و تفرق المواليد ولا حمص للمعازيم !
شئ واحد ملفت وخاطف للأضواء تخلل القمة الخليجية ، ذلك هو حضور رئيسة وزراء بريطانيا ( تيريزا ماي ) للقمة والمشاركة في فعالياتها الاحتفالية ولقاءاتها الجانبية ، ما يعني أن بريطانيا قد حنّت لمستعمراتها الخليجية وربما مستعمروها ( رعاة المستعمرات ) حنّوا لها أيضاً ، خاصة وأن المرعب ( ترامب ) قد هددهم بالحلب ثم القصب ! ولم تغب هذه الفرصة الجوهرية عن النباهة البريطانية ، فجاءت تيريزا ماي لتقول للخليجيين [ لا تخافوا نحن معكم وسنحميكم ]!!
بعد أن انفض المولد القيادي من غير حمص شعبي توجه ملك السعودية سلمان الى الكويت رغم أنه قد التقى بأمير الكويت في قمة البحرين ، لكن ربما في الجعبة السلمانية سر خفي أراد سلمان أن يطلع أمير الكويت عليه رأساً لرأس ، بعيداً عن أسماع المتطفلين من الناس ، وبدأ اللقاء بتقديم أحد تلاميذ الابتدائي قصيدة امتداح بسلمان الذبّاح ( ذبّاح الأعداء ) ولأن الإلقاء الشعري صعب على طفل الابتدائي توارى خلف الستارة أحد الملقنين يلقن الطفل أبيات القصيدة ، لكن جهاز الإلتقاط ما جامل المتجملين فأظهر صوت التلقين وربما أحرج الحاضرين !
ويقول أهل الكويت في تحليلهم لزيارة سلمان – وهم متخوفون - أن الهدف من الزيارة هو الطلب بصيغة الأمر بأن يتم التضييق على الديمقراطية الكويتية التي صارت أمل ورجاء وأمنية أغلب الشعب السعودي ، ولأن هذه النمطية التشاركية بين الحاكم والمحكوم في الكويت محرمٌ مثلها - بتاً - في السعودية التي تقول أن دعمها للثورات العربية تستهدف ترسية وترسيخ الحرية والديمقراطية في تلك الدول التي تعمها الثورات الشعبية وما شارك ثوارها من مجلوبات خارجية استجلبتها وتكفلت بمصاريفها القتالية والمعيشية بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها قطر والسعودية ، فأن السعودية من أعلى سلطة فيها تريد قتل التجربة الكويتية بأي طريقة كانت حتى لا تكون مصدر إغراء وربما إغواء للشعب السعودي الذي بدأ يتململ بصوتٍ مسموع مفاده ( لماذا الكويت ديمقراطية والسعودية دكتاتورية ) أليستا دولتين خليجيتين وشعبين مرتبطين ببعضهما البعض أصلاً وأرضاً وإمتداداً جذرياً ؟ ولصعوبة الجواب تريد السعودية إغلاق الباب بقتل التجربة الكويتية !
تاريخ النشر 9/12/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق