الأحد، 18 ديسمبر 2016

انفض المولد ، و تفرق المواليد ولا حمص للمعازيم !

انفض المولد ، و تفرق المواليد ولا حمص للمعازيم !

هكذا بالمختصر المفيد والنص الجود بدأت وانتهت القمة الخليجية السابعة والثلاثين التي عُقدت في البحرين يومي 6 - 7 ديسمبر 2016م ، ببيان لا يختلف البتة – إن لم يكن أبهت - عن البيانات السابقة للقمم الخليجية الماضية ، حيث الطلب من ايران الكف عن [ زعزعة ] أمن الخليج والرجاء منها الانسحاب من الجزر الاماراتية ، ثم العروج على الشأن الخليجي من باب رفع العتب عن القادة أمام الشعب ، حيث كرر الزعماء الخليجيون تمنياتهم بأن يتحقق التكامل الاقتصادي والتعاون الأمني والتبادل الجمركي بين الدول الخليجية ( ولم يسأل أحدهم نفسه مَن الذي عطّل ذلك ؟! ) ؛ ولا شك أن أُمنيات القادة غاية تسعد بسماعها الشعوب المتيمة في حب القادة واعتبار أُمنياتهم حقائق واقعية وان كانت تحوم في الفضاء بعيداً عن الأرض !
شئ واحد ملفت وخاطف للأضواء تخلل القمة الخليجية ، ذلك هو حضور رئيسة وزراء بريطانيا ( تيريزا ماي ) للقمة والمشاركة في فعالياتها الاحتفالية ولقاءاتها الجانبية ، ما يعني أن بريطانيا قد حنّت لمستعمراتها الخليجية وربما مستعمروها ( رعاة المستعمرات ) حنّوا لها أيضاً ، خاصة وأن المرعب ( ترامب ) قد هددهم بالحلب ثم القصب ! ولم تغب هذه الفرصة الجوهرية عن النباهة البريطانية ، فجاءت تيريزا ماي لتقول للخليجيين [ لا تخافوا نحن معكم وسنحميكم ]!!
بعد أن انفض المولد القيادي من غير حمص شعبي توجه ملك السعودية سلمان الى الكويت رغم أنه قد التقى بأمير الكويت في قمة البحرين ، لكن ربما في الجعبة السلمانية سر خفي أراد سلمان أن يطلع أمير الكويت عليه رأساً لرأس ، بعيداً عن أسماع المتطفلين من الناس ، وبدأ اللقاء بتقديم أحد تلاميذ الابتدائي قصيدة امتداح بسلمان الذبّاح ( ذبّاح الأعداء ) ولأن الإلقاء الشعري صعب على طفل الابتدائي توارى خلف الستارة أحد الملقنين يلقن الطفل أبيات القصيدة ، لكن جهاز الإلتقاط ما جامل المتجملين فأظهر صوت التلقين وربما أحرج الحاضرين !
ويقول أهل الكويت في تحليلهم لزيارة سلمان – وهم متخوفون - أن الهدف من الزيارة هو الطلب بصيغة الأمر بأن يتم التضييق على الديمقراطية الكويتية التي صارت أمل ورجاء وأمنية أغلب الشعب السعودي ، ولأن هذه النمطية التشاركية بين الحاكم والمحكوم في الكويت محرمٌ مثلها - بتاً - في السعودية التي تقول أن دعمها للثورات العربية تستهدف ترسية وترسيخ الحرية والديمقراطية في تلك الدول التي تعمها الثورات الشعبية وما شارك ثوارها من مجلوبات خارجية استجلبتها وتكفلت بمصاريفها القتالية والمعيشية بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها قطر والسعودية ، فأن السعودية من أعلى سلطة فيها تريد قتل التجربة الكويتية بأي طريقة كانت حتى لا تكون مصدر إغراء وربما إغواء للشعب السعودي الذي بدأ يتململ بصوتٍ مسموع مفاده ( لماذا الكويت ديمقراطية والسعودية دكتاتورية ) أليستا دولتين خليجيتين وشعبين مرتبطين ببعضهما البعض أصلاً وأرضاً وإمتداداً جذرياً ؟ ولصعوبة الجواب تريد السعودية إغلاق الباب بقتل التجربة الكويتية ! 


تاريخ النشر 9/12/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...