داعش ( التعريف والنشأة والتمويل وسبب الاستمرار )
ما هي داعش ؟
داعش تنظيم اسلامي جهادي ذو فكر متطرف
يعتنق المذهب السيني ، يقال أنه متفرع عن القاعدة بأكثر تطرفاً ونهجاً دموياً .
كيف نشأت داعش ؟
1 - بعد سقوط نظام الحكم البعثي ( سني ) في العراق عام 2003 من
قبل أمريكا وتنصيب حاكم أمريكي ( بول بريمر ) على العراق ، اتخذ الحاكم الأمريكي
عدة قرارات منها حل الجيش العراقي ، والبدء في انشاء هيكلية جديدة للدولة العراقية
بجميع مؤسساتها ، حيث كانت البداية ترسية المنهجية الديمقراطية بدءاً بإجراء
انتخابات برلمانية ( تشريعية ) ورئاسية ( تنفيذية ) وتمت دعوة الشعب العراقي بجميع
طوائفه وأحزابه للمشاركة في تلك الانتخابات ، لكن الغالبية العظمى من الطائفة
السنية ذات الثقل والتمركز في المحافظات والمدن العراقية الغربية والشمالية وبعض
الشرقية والجنوبي (المثلث السني) رفضت الدخول في المنهجية الديمقراطية ، مما أخلى
الساحة للطائفة الشيعية والكردية ، فأسفرت الانتخابات عن تولي الشيعة والأكراد
للسطة بقسميها التشريعي والتنفيذي في العراق .
2 - شعرت الطائفة السنية بالغبن
وتوجست التهميش وسوء المعاملة من قبل النظام الحاكم الجديد ، وبتأليب وتحريض ومشاركة
من بعض فلول حزب البعث لاسيما العسكريين وخاصة أهل المراكز الحزبية ( عزّة الدوري
) والرتب العسكرية العالية الذين فقدوا هيبتهم ومصدر رزقهم وأحسّوا بالإهانة من
اسقاط نظام الحكم البعثي وقرار حل الجيش العراقي ، تم انشاء تنظيم جهادي ( الجهاد
والتوحيد ) بزعامة أبو مصعب الزقاوي - يتبنى فكرونهج القاعدة - لمقاومة الاحتلال
الأمريكي .
3 – أنشأت أمريكا في المناطق السنية
من العراق ميليشيات ( صحوات ) من العشائر العراقية في المناطق التي ظهر فيها تنظيم
القاعدة ، وذلك لمحاربة هذا التنظيم وطرده من مناطق النفوذ العشائري .
4 – بعد مقتل زعيم التنظيم القاعدي (
أبو مصعب الزرقاوي ) غيّر التنظيم الجهادي مسماه ونهجه وتخلى عن النهج القاعدي
واختط لنفسها منهجاً جهادياً أكثر تطرفاً وأشد فتكاً وأفظع دموية في التعامل مع
محاربيه ، وجعل مسماه شاملاً للعراق وسوريا باسم ( الدولة الاسلامية في العراق
والشام ) ويعرف اختصاراً بـ( داعش )
من أين يأتي تمويل ( داعش ) ؟
1 -
في البداية اعتمد التنظيم على المؤسسين الأثراء من فلول حزب البعث
والعراقيين المناوئين للإحتلال الأمريكي .
2 -
التبرعات المالية التي كانت توجه للتنظيم من المتعاطفين مع التنظيم
والمشجعين لأعماله التي يصفونها بالجهادية للقضاء على الكفّار والمشركين واقامة
الدولة الاسلامية ( الخلافة ) في الربوع العربية / الاسلامية والطوح يرقى الى
مستوى أسلمة العالم قاطبة !
3 – بحكم أن داعش تهيمن على ما نسبته
80 % من منابع انتاج البترول في العراق وسوريا ، فأن ذلك مكّنها من التمويل الذاتي
من خلال بيع المنتج البترولي بطرق مختلفة قد لا يعرفها الانسان العادي .
ما سبب استمرار داعش وتمددها في
العراق وسوريا رغم حاربة الجميع لها ؟
1 – لا شك أن تعاظم واستمرار وتمدد
التنظيم الارهابي ( داعش ) ملفت للنظر ومثير للإستغراب ، خاصة وأن جميع الدول بما
فيها الكبرى تدّعي محاربة الارهاب بشكل عام وداعش تخصيصاً ، لكن بشئ من التحليل
المنطقي المستند على ثوابت الأحداث وتجليات الواقع يستطيع المرء الإقتناع بأن وراء
هذا التنظيم قوة فاعلة من جميع الوجوه العسكرية والمالية والمخابراتية تحتضنه
وتحميه ليس حباً فيه بل لإستخدامه في ترسيخ مصالحها وتعميق نفوذها وابتزاز
واستغلال منافسيها أو محاولي التمرد عليها ، ولا يفعل مثل ذلك إلا الولايات
المتحدة الأمريكية ، والدليل على ذلك هو :
أ – منذ سنتين – بعد أن كثرت
الاتهامات بأنها ترعى الارهاب - كوّنت أمريكا تحالفاً من 60 دولة بما فيها ثلاث
دول عظمى ( أمريكا ، فرنسا ، بريطانيا ) اضافة الى دول عربية وخليجية لمحاربة داعش
تحديداً ، ومع وجود هذا التحالف وفي ظل إدعائه محاربة الإرهاب ، تعاظمت داعش واتسع
نطاق هيمنتها وتمددت من الأراضي العراقية ( الموصل ، الفلوجة ، الأنبار ، الرمادي
... ) الى الأراضي السورية ( الرقة ، تدمر ، عين العرب "كوباني"... ) !
ب – ضرب الطيران الأمريكي الحربي
للجيش والحشد الشعبي العراقي عدة مرات بحجة الخطأ كلما رأت أمريكا أن الخناق قد
ضاق على التنظيم الداعشي في المناطق العراقية ، ولعل أحدث دليل هو ضرب التحالف
بقيادة أمريكا للحشد الشعبي العراقي على مشارف الموصل في الاسبوع الأول من شهر
اكتوبر 2016م حين حشد العراقيون القوة لتحرير هذه المدينة من تنظيم داعش !
جـ - ضرب الطيران الحربي الأمريكي
للجيش السوري في مطار دير الزور ، حين رأت أمريكا أن السوريون يتهيأون للإنقضاض
على الدواعش في جبل ثردة ، وكان هدف أمريكا تمكين الدواعش من الاستيلاء على
المدطار السوري ، ثم – كالعادة – بررت أمريكا العملية الاجرامية بأنها عن طريق
الخطأ !؟
الختام :
بإختصار شديد ، أمريكا راعية للإرهاب لا
محاربة له ، وهي تحمي الارهابيين وتستعين بهم في مناطق عديدة لتحقيق مآربها وتنفيذ
مقاصدها في العالم ، ومن هنا تتجلى لكل ذي بصر وبصيرة أن وراء داعش داعماً قوياً
هو أساس وسبب قوة وتمدد هذا التنظيم الارهابي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق