التدخل الروسي كشف الزيف الأمريكي !
لقد فضح التدخل الروسي في الشأن
السوري عورة النهج الأمريكي الذي تبيّن بلا مواربة ولا غبش أنه نهج يدعم الارهاب
ويحمي الارهابيين ، والدلائل على ذلك كثيرة ويعرفها أبسط انسان متابع لما يجري على
الأرض السورية والعراقية ، فأمريكا كوّنت تحالفاً من 60 دولة لمحاربة الارهاب ،
وتخصيصاً ما يسمى بالدولة الاسلامية ( داعش ) في العراق ، فإستمر هذا التحالف
العالمي بقيادة أمريكا سنتين كاملتين لم يزحزح داعش عن شبر واحد من مواقع تواجدها
ومساحة سيطرتها على الأرض العراقية ، بل إنها - أي داعش - استمرت تحت ما يسمى
الضربات التحالفية بالقيادة الأمريكية في قضم الأراضي العراقية وتجاوزتها الى
الأرض السورية فإحتلت - تحت مظلة محاربتها من أمريكا وتحالفها - الرقة السورية
وزحفت الى تدمر واحتلتها والى عين العرب (وكباني) واحتلتها ، وكل ذلك وأمريكا تدعي
محاربة داعش بتحالف أُممي قوامه 60 دولة على رأسها ثلاث دول عظمى ( أمريكا ، فرنسا
، بريطانيا ) !
والدليل الأخر لكذب أمريكا في ادعائها
محاربة الارهاب ، هو أن أمريكا وحلفها بما فيهم الخليجيون الممولون للإرهاب ضجّوا
واشتطوا بين الشجب والتنديد والتنادي والتحشيد اعتراضاً على التدخل الروسي ، لأنهم
رأوا رأي العين الضربات الروسية تنصب على رؤوس عصاباتهم الاجرامية الارهابية التي
استجلبوها ومولوها وسلحوها ونشروها للقتل والتخريب والافساد في الأرض السورية !
وهنا المفارقة العجيبة والفضيحة
الجلية حيث احتجّ الأمريكيون وحلفاؤهم على ضرب روسيا للإرهابيين ، بينما هم يدّعون
محاربتهم للإرهاب ؟!
والدليل الدامغ الأخر بل هو الطامة
الكبرى التي كشفت بجلاء ما تبقى من تمويه السوءة الأمريكية ، هو رفض أمريكا في
تفهامها مع الروس أن يتم فرز الارهابيين ( جبهة النصرة ) عن ما يسمى المعارضة
المعتدلة ، وقد أعلنت روسيا هذا الأمر المشين وهو سبب الخلاف مع الأمريكيين ، بعد
أن ضاقت ذرعاً بالمراوغة والمماطلة الأمريكية ، اضافة الى اصرار أمريكا على عدم
الاعلان عن بنود الاتفاق الذي حصل بينها والروس في شأن الهدنة والحل السياسي المستهدف
الوصول لمحطته اذاما استمرت وصمدت الهدنة .
بإختصار ، أمريكا لا تريد محاربة
الارهاب وهي التي تحمي الارهابيين وتستعين بهم في مناطق عديدة لتحقيق مآربها
وتنفيذ مقاصدها في العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق