الغدر العراقي والتضامن الخليجي

الغدر العراقي والتضامن الخليجي

اليوم هو الثلاثاء 2-8-2016 م ، وهو المصادف للذكرى الـ 26 للغزو والاحتلال العراقي للكويت الذي حصل في ذات التاريخ من العام 1990م حين غدر العراقيون بالكويت وغزوها بقيادة صدام حسين كرد جميل للكويت بالطريقة العراقية حيث يوم ذاك كانت الكويت أُولى داعمي العراق في حربه المفتعلة مع ايران طيلة 8 سنوات لم تتدخر خلالها الكويت الغالي والنفيس في سبيل دعم المجهود الحربي العراقي ، الى درجة أنها أوقفت أكبر موانئها ( ميناء الشعيبة ) لإستقبال وشحن وتوصيل كل ما يرد الى الكويت عن طريق البحر في وجهة العراق من الدول التي تدعم العراقيين ضد الايرانيين ، ثم يتم النقل بالشاحنات والمقطورات براً الى العراق على مدار الساعة ، حتى أن الطريق الممتد من الكويت الى العراق لا تنقطع أرتاله التي تنقل المعدات العسكرية والمواد الغذائية الواردة للكويت ومنها الى العراق ، بل أن الشعب الكويتي ( رجالاً ونساءاً ) في تظاهرة شعبية منقطعة النظير ابان احتلال ايران للفاو العراقية ، تجمهروا واحتشدوا في ساحة الصفاة ( وسط الكويت العاصمة ) يتبرعون ويجمعون التبرعات لدعهم مجهود تحرير الفاو ، الى درجة أن النساء تبرعن بحليهن ! وبعض الكويتيين بقيادة أحد أفراد الأُسرة الحاكم ( فهد الأحمد الصباح ) شاركوا فعلياً في معركة تحرير الفاو ضمن الجيش المصري الذي تم استدعاؤه لإنجاد العراقيين المشلولة قوتهم على الجبهة مع ايران .
ولأن أغلب العراقيين – لا سيما مَن تربوا في حظائر حزب البعث والمستفيدين من فضلاته - لا يعرفون للجار وقاراً ولا للحرمات احتراماً ولا للجميل حفظأ ولا للمعروف ذكراً ، فقد تنادوا ولبوا النداء في ما بينهم تنفيذاً لأوامر قائدهم الزنيم صدام حسين لغزو جيرانهم الكويتيين واحتلال أرضهم واستحلال ممتلكاتهم في أبشع صورة اجرامية وأخسّ تصرف دنئ يرد به العراقيون الجميل للمتفضل بالكرم ، حيث حصل ذلك في فجر يوم الخميس 2 – 8 - 1990م .
وبالمناسبة تجدرالاشارة والاشادة بالتضامن الخليجي ، وبعض العرب مع الحق الكويتي ، وفي المقدمة منهم ، المملكة العربية السعودية في الملك عهد فهد بن عبد العزيز وولي العهد عبد الله بن عبد العزيز ( رحمهما الله وجميع أموات المسلمين ) حيث فتحت السعودية وبسطت أرضها لإستقبال مَن توجه لها من الكويتيين ، ولتجميع القوات الأُممية التي احتشدت هناك من أجل تحرير الكويت ، حتى بدأت انطلاقة شرارة عاصفة الصحراء ( الأُممية ) ، وتم – بفضل الله ثم الاجماع العالمي - تحرير الكويت ودحر الغزاة العراقيين ، في يوم 26 – 2 -1991م .
وبالمناسبة - أيضاً - نستذكر المواقف الخيانية المخزية التي تعاملت بها قيادات وشعوب بعض الدول العربية مع الكويت ، وفي مقدمة الخونة وناكري الجميل الأكثر استفادة من خيرات الكويت ، الفلسطينيون ( بقيادة ياسر عرفات ) والأُردنيون ( بقيادة حسين بن طلال ) وتونس ( التي استولت على استثمارات الكويت فيها وطردت الموظفين الكويتيين قائلة " ليس لكم استثمارات هذه صارت للعراق " وليبيا ، وموريتانيا ، والسودان ، واليمن ، والجزائر ، ولم يدعم الكويت ويناصر الكويتيين بالمشاركة الفعلية ضمن التحالف الدولي– اضافة الى الخليجيين – إلا مصر ، وسوريا ، والمغرب .
ولعل من غرائب الأمور وفضائح جحدان المعروف أن يتحالف الخليجيون بما فيهم الكويتيون لدعم الارهابيين في سوريا وازهاق الأنفس وتدمير البلاد بهدف اسقاط النظام الشرعي القائم هناك الذي شارك جيش بلاده بأمر قيادته في فعاليات تحرير الكويت بـ 15 ألف جندي سوري ؛ يا للعجب والألم !؟ وكذا فعل الخليجيون بإنكار المعروف مع حسني مبارك الذي شارك في تحرير الكويت بـ30 ألف جندي مصر ، حيث تخلوا عنه ودعموا الثورة على نظامه في أنذل معاملة توجه لصديق وفي !
وها هي الكويت – اليوم – تبذلك الجهد الجهيد للإصلاح بين اليمنيين الذين ساندوا وأيدوا الاحتلال العراقي للكويت ، بغالبية تتقدمها – آنذاك - القيادة ( علي عبد الله صالح ) ( كم أنتِ طيبة قلب يا كويت ) !
ومما يثير الاستغراب بل الاستهجان أن بعض السعوديين دائمو البكاء على صدام ، ومنهم مَن يرفع صوره ويدون عباراته بأكثر مما يفعلون لحكامهم ، وفي هذا الشأن - بعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز ( 2009م ) - تمثلت بالأبيات التالية :


التحية والإعتبار للزعيم المغوار عبد الله بن عبد العزيز داحر الأشرار

ارتفـع يـا راس باليميـن السـيـف × مـن صـدوق القـول نرجـم بــه جعـيـر

التحـيـة فــوق مـرفـوع المـنـيـف × مــن رفـيـعٍ فـــي رفـيــعٍ مـــع نـشـيـر

ترتفـع والعيـب عنهـا فـي كفيـف × للزعـيـم الصـقـر ابــو متـعـب جـهـيـر

لطمة بالحق في وجه الخفيف* × واعــتـــذارٍ تـــــم لــلــرمــز الـكـبــيــر

و

الرجم والإحتقار للمعتوه الهذَّار حبيب ولد صبحا رفيق الصرصار

المكـان الزيـن بيّـن بــه مجـيـف × مـصـدره جـعـران مـزفـور الـزفـيـر

أطلـق المعتـوه مسخـوم الوصـيـف × خايـس المنشـوق ينـشـق بــه زفـيـر

أهبـل العربـان هــاذي بالسخـيـف × بالمجـالـس خــص وان سارالمـسـيـر

عاشـق النمـرود صــدام الولـيـف × ربــه المعـبـود مـــن دون الـقـديـر

أشهـد ان العـار ملبـوسـه لحـيـف × يـمـدح الطـاغـوت ويـجـلّـه كـثـيـر

علّـق المنطـوق والصـورة رديـف × للصّـنـم صــدام بـأعـلاهـا شـهـيـر

مثلهـا مـا حـط للبطـل الحصيـف × خــادم البيتـيـن مرسـيـهـا قـريــر

كيف هـاذا صـار والعيـب الجنيـف × يفعـلـه معـتـوه مـقــزومٍ صـغـيـر

يأكل المدسوم فـي صحـن الشريـف × و الثنـا بـالـدوم يـطـري بــه حقـيـر

قلـت مـا تقـرون والواقـع شفيـف × من صدوق القول منطوق الضمير

ما يغـط النـور من سـاسه نظيـف × انتـهى والحـق يحكم بـه بصيـر