المواطن العادي يجرّم اذاما زار اسرئيل ، وضابط في الجيش السعودي لا يجرّم!؟
السعودية التي أجبرت دولة خليجية مستقلة وذات سيادة على أن تحكم على أحد مواطنيها بالسجن ربع قرن من الزمن قرباناً و ( كرماناً ) للإله السعودي الذي فاق في التقديس من قبل الأدانيس قداسة خالق الكون - جل شأن الله - حيث أن الحكم على مَن يتطاول على الذات الإلهية لا يتجاوز الغرامة المتواضعة أو السجن شهوراً واحداً قابل للإلغاء بالإستئناف ! بينما قداسة السعودية ( اسم يندرج تحته مساحة جغرافية من الأرض تقوم عليها مبان ومؤسسات وبشر وشجر وحجر ) يستحق المنتقد لهذه القداسة ربع قرن من السجن !؟
هذه السعودية المقدسة تمنع شعبها من زيارة اسرائيل وتجرّم وتحاكم وتسجن وربما تعدم مَن يكتشف أنه زار اسرائيل سراً حيث العلن لا يستطيع القيام به إلا الأمراء من آل سعود أو مَن يواليهم وتباركه آلتهم ، ولكنها ( السعودية ) لا تمانع ولم تمنع أو تعتقل وتحاكم أنور عشقي ( ضابط في الجيش السعودي ) حين زار اسرائيل !؟ ويكتفي مطبلوها الاعلاميين بالتبرير بأن أنور عشقي لا يمثل وجهة نظر وسياسة السعودية تجاه اسرائيل ، وأن زيارته لإسرائيل ليست إلا تصرفاً شخصياً منه !؟
طيب يا قداسة السعودية ومطبّلوها الأبواقيون ، اذا كان أنور عشقي يمثل نفسه بزيارته لإسرائيل وغير مكلّف من القداسة السعودية فلماذا لم يعتقل ويحاكم بجريمة مخالفة أنظمة الدولة وعصيان ولي الأمر بزيارته لبلد عدو ؟! وذلك حتى يستقيم العدل - المعدوم - في السعودية بين المواطنين ؟ أو أن تسمح قداسة السعودية لأي مواطن سعودي بزيارة اسرائيل بصفته الشخصية كما فعل أنورعشقي ، وبررت الأبواق المطبّلاتية الاعلامية السعودية ؟!
تاريخ النشر29/7/2016م
تتمة :
لماذا النفاق وغمس الرؤوس في الرمال والحجر على المواطن البسيط ؟؟
لقاءات سعودية / بحرينية / اسرائيلية حميمة مقصورة على الزعماء والشخصيات البارزة ذات المهمات العسكرية والمخابراتية ( أنور عشقي ) بينما يُحرّم ذلك على المواطن الخليجية ومَن يفعل ويكتشف أمره يُجرّم ويساق الى المحاكم ويُحكم عليه بالسجن عشرات السنين وقد يُعدم بتهمة الخيانة العظمى وعصيان ولي الأمر !؟
ألا تستحي الأنظمة الخليجية من نفاقها وتناقضاتها التي لم تعد خفية على أحد بل شاعت وظهرت على المكشوف لكل مَن يشوف ؟!
اسرائيل ليست في حالة حرب مباشرة مع الخليجيين ، والفلسطينيون يتعامون مع الاسرائيليين ليل نهار في الأسواق والمنتزهات والشواطئ والألعاب الرياضية والمقاهي والمطاعم والتعامل التجاري والتنسيق الأمني ، كما أن بعض الدول العربية تقيم علاقات دبلوماسية وتبادل تجاري وتنسيق أمني مع اسرئيل ، والبعض الأخر يقيم ذات العلاقات من تحت الطاولة ، فلماذا لا يكون الأمرعاماً ومكشوفاً ومتاحاً لكل مواطن يرغب في زيارة اسرائيل ؟ أو أن تكون الدول الخليجية صادقة في تفلسطنها أكثر من الفلسطينيين فتمنع التواصل مع اسرائيل من أي نوع ولأي شخص كان ، سواء المواطن العادي أو الرمز القيادي أو الشخصية العامة ؟!
لماذا النفاق وغمس الرؤوس في الرمال والحجر على المواطن البسيط ؟؟




تاريخ نشر( التتمة ) 30/7/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق