الوهابيون يغمرون المقدسات الاسلامية بالعمارات الاستثمارية !
تقول السلطة السعودية انها تسوس البلاد بالشريعة الاسلامية فتعتمد القرآن الكريم دستوراً والسنة النبوية مذكرة تفسيرية ، وبهذين الركنين يقوم ما يسمى بالنظام ( القانون ) الذي تسير عليه وبه تسيّر شؤون البلاد وحقوق العباد ..!
وتأكيداً لما سلف بيانه عن الأساس المنهجي التنظيمي الاسلامي للدولة السعودية لا تكاد تمر سنة دون أن تحدث مشاريع توسعات تطويرية للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجل التخفيف على المسلمين من مشقة الازدحام حين الطواف بالحرم المكي أو الصلاة في المسجد النبوي خاصة في المواسم الدينية كالحج والعمرة ، وهذه التوسعات مشهودة بالعين على أرض الواقع وليست ادعاءات خطابية أو اعلامية معدومة الدليل والسند المادي .
لكن الناظر لمشاريع التوسعات في الأماكن المقدسة يرى تلك المشاريع قد أضرت ضرراً كبيراً بالمقدسات سواء من حيث المعالم التاريخية التي تم تدميرها وطمس أي أثر لها ، أو من حيث المساحات التي مدّت بمبالغة تشويهية تجاوزت حدود القدسية الجغرافية للمسجد الحرام والمسجد النبوي ، حيث صار نصف مساحة مكة – تقريباً – مسارات طواف وساحات صلاة ملحقة بالحرم المكي وليس لها صلة به إلا بالربط الجداري ، أي أن الطائفين والمصلين في الساحات الاضافية ( التوسعة ) يقضون النسك بأبعد مسافة عن المنسك ،بمعنى لا يرى الطائفون والمصلون الكعبة التي يطوفون حولها ويستقبلونها في صلاتهم بسبب طول المسافة ومترادفات الحواجز البنائية الحاجبة للرؤية !
ولع أسوأ ما دنّست به وأُهينت المقدسات الاسلامية في مكة هي تلك الأبراج من ناطحات السحاب التجارية والاستثمارية التي أحاطت بالحرم المكي من جميع الجوانب بحيث مَن ينظر لمركز الحرم من مكان مرتفع يراه وكأنه قطعة صخرة سواء في قعر بئر خلواً من الماء !
فهل توقير المقدسات واعمارها والاهتمام بمستلزماتها في عرف آل سعود وطبقاً لمذهبهم الذي يعتنقونه ( الوهابي ) هو غمر بيت الله في حفرة سحيقة محاطاً بالعقارات الاستنفاعية بما ليس له علاقة بالدين ؟!
الحرم المكي قبل أن تطاله الأيدي السلولية العابثة
وهذه صورة أخرى للحرم قبل العبث الوهابي
وهذه صورة لإحدى مراحل العبث السلولي بالحرم المكي
وهنا صورة العبث والغمر التجاري المحيط بالحرم المكي ( لاحظوا وقارنوا مئذنتي الحرم مع العمارات المحيطة )
تاريح النشر 13/6/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق