في بنما الاخفاء وفي مصر الانماء وبنو هايط في حالة اغماء
لم يكد الشعب المسمى رغماً عنه ( سعودي ) ينتهي من مسح دموعه بعد أن كحل عيونه برؤية صورة ولي أمره خادم المقدسات وحامي الشريعة الاسلامية تتصدر صفحة ( وثائق بنما ) المتحدثة عن الحرامية الذين نهبوا وأخوفوا في الخارج أموال بلدانهم وفرضوا الجوع والفقر والحرمان والتخلف والظلم والظلام على شعوبهم في دولهم الغنية ، حتى تفاجأ ( الشعب المسعود ) برؤية ذات ولي الأمر التقي يغادر البلاد بشنطة المكرمات الى جمهورية مصر العربية لينثر هناك بعضاً مما فاض عن خزائن الاخفاء في البنوك العالمية باسماء وهمية انكشف سترها وانفضح أمرها بجهد جماعي عالمي متقن وحريف عرف في ما بعد بـ ( ثائق بنما ) !
ولي الأمر السعودي التقي حمل الشنطة المحشوة برزمات مليارات الدولارات الى أرض الكنانة ليس حباً في مصر ولا تقديراً للسيسي ، فهو كان يريد أن تحل السعودية محل مصر في قيادة العالم العربي والاسلامي ومصر تابعة مطيعة لها ، وأن يكون السيسي كأحد خوانع الخليج يجري وراء الوهابي مطأطئ الرأس الى مستوى المداس يسمع وينفذ بلا رأي ولا تفكر ، لكن السيسي وريث المكر الفرعوني لم تنطلِ عليه الخباثة الوهابية فلم يعتلِ صهوة الطيش فيغلق مصدر العيش بل تصرف بحكمة في مستوى لكمة حين أوعد الوهابي بالسير في ركابه حتى استوفى ما في جرابه ، ثم أعلن بأن مصر ليست للبيع وقرارها مستقل ومكانتها القيادية لا تنازل عنها ولا مساومة عليها تحت أي ظرف ولأيٍ كان ، بل كان مراد ولي الأمر السعودي قاتل أطفال اليمن ومتصدر الصفحة الأولى لـ ( وثائق بنما) هو أن يرشي السيسي بجامعة في سيناء - يحولها في حال توترت العلاقة مع مصر الى محضن ومفرخة للإرهابيين في البطن المصري - وبعض المشروعات التنموية والسياحية ، وذلك من أجل أن يبارك السيسي وينضم فعلياً الى التحالف الاسلامي العسكري الذي بدأت بوادر تخلخله وتفككه تطفو على السطح قبل استكمال نظم عقده المهترئ .
ومن المعلوم المؤكد أن أي تحالف لا يكون لمصر فيه مكان الصدارة سواء قيادة مباشرة أو من وراء الستارة لن يفلح بل سينهار قبل تمام البناء ، وأيضاً يريد المرشي السعودي ولي الأمر التقي أن ينحاز السيسي الى الجانب السعودي فيؤيد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد المنتخب دستورياً بالاقتراع الديمقراطي الشعبي الذي طبقاً لمنهجيته أتى السيسي وتبوأ سدة الحكم في مصر ، لأن بشار الأسد صار بالنسبة للسعوديين بمثابة الغصة التي كل كحة بها تطلق ضرطة فتجلب فضيحة وترسخ معيبة ، حيث ان السعوديين بعد أن بذلوا الجهد الجهيد من اعلان الجهاد على سوريا وجلب الارهابيين من الأصقاع وتمويلهم وتسليحهم وتدريبهم ثم بثهم في الأرض السورية مسنودين بالفتاوى الوهابية التحريضية ، لم يفلحوا ، فإنتهجوا التهديد والوعيد المباشر حين يخيروا بشار الأسد تحتطائلة التهديد ( الجبيري ) بين الرحيل عن الحكم فوراً أو مواجهة الحرب البرية بتحالف تقوده السعودية ، وهنا رُفعت في الوجه السعودي أكثر من ورقة اعتراض بل ورفض للإسلوب الهمجي السعودي ، بدأت من الروس وانتهت بمصر مروراً بالجزائر وتونس والعراق ، وحتى الأردن تململ والمغرب كذلك ، فأُسقط في يد السعوديين الوهابيين وعرفوا أن لا أمر - بعد الله - من غير مصر سيمر ، وسيأخذ السيسي ( وريث ذكاء فرعون ) المال السعودي ويبيع للسعوديين ضحكة مخدرة ماكرة لن يصحو منها ويدرك معناها السعوديون إلا بعد زوال المخدر في وقت لا ينفع معه التبصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق