الكويت .. المال للمانحين والسكين للمواطنين !
الكويت دولة خليجية نفطية مساحتها 17 ألف كم2 ووسكانها من حاملي جنسيتها لما يبلغوا المليون نسمة تدار بحكم وراثي أساسه تراض بين أوائل الكويتيين الذين كانوا يستوطنون المنطقة على الطرف الشمالي من الخليج العربي ، وأسرة آل صباح التي قدمت من الجزيرة العربية ( الهدار جنوب الرياض ) وكوّنت لها مع أهل المنطقة بجانب ( الكوت ) - حصن بن عريعر أمير بني خالد – كياناً حضرياً ، والتراضي يعني أن يدير آل الصباح شؤون البلاد ورعاية مصالح العباد بما يخدم الصالح العام دون أن يكون لهم أفضلية واستحواذية وميزة فارقة ترفعهم فوق مستوى الذين اختاروهم حكاماً لهم بمرتبة أُمناء على حقوقهم التي من ضمنها الثروات الوطنية .
وقبل ما يقارب الشهرين صرح أحد المسؤولين الكويتيين تصريحاً مفزعاً قال فيه أن السكين قد وصلت العظم نتيجة لتدني أسعار البترول، وتوالت التصريحات من مسؤولين أخرين بأن أسعار المنتوجات البترولية كالبنزين والديزل والغاز سترفع ، وكذا الكهرباء والماء وربما رفع أو خفض الدعم عن بعض السلع الاستهلاكية ، وطبعاً التجار ما صدقوا خبر فتسابقوا برفع أسعار المواد الغذائية والانشائية ، وكله معزواً للبترول الذي حين ارتفاع أسعاره لم ينعم المواطنون بشئ من الفائض الملياري للميزانية ، لا من حيث الرواتب ولا الأسعار ولا القروض ولا حتى مشاريع تنموية تنوع مصادر الدخل وتضمن مستقبلاً زاهراً للوطن ومواطنيه .
اليوم بعد أن ازدادت أسعار البترول انحداراً وشاركت الكويت في التحالف الذي يقاتل اليمنيين وما يستلزم ذلك من تكاليف باهظة ، وهو ما سيوفر للحكومة الكويتية العذر والمبرر اذاما قررت رفع الرسوم التي تحصلها عن المعاملات أو تلك المتعلقة بالخدمات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين ، وإلغاء الدعم عن المواد الغذائية التي تتضمنها البطاقة التموينية ، ورفع أسعار المحروقات بجميع أنواعها - اليوم بعد ما سلف ذكره تحتضن الكويت مؤتمر المانحين الثالث كما احتضنت – اسبقاً - الأول والثاني ، وتتبرع الحكومة المبجلة بنصف مليار دولار بجرة قلم من غير استشارة أو أخذ موافقة ممثلي الشعب ( مجلس الأمة ) ولو صورياً ، وهذا يعتبر اخلالاً بالدستور ( الوثيقة المنظمة للعلاقة والمسؤوليات بين طرفي الاتفاق ) وبذلك يترجم تصريح المسؤول الكويتي الى واقع مشهود وملموس يستتبع التبرع بغرس السكين في عظم الشعب بعد سلخ الجلد حيث لا لحم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق