صاحب الديوان .. والضيفان .. والذبان
هو // أحد الكرماء يمتلك ديواناً رائعاً جميلاً تعشق العين منظره ، ويسعد النفس جوهره ، لبنيانه الهندسي الرونقي ، ولأحتوائه على عشرات اللوحات بمختلف الألوان والأشكال والقياسات التي تشد الانتباه وتريح النفوس بمناظرها التصويرية وحروفها التعبيرية ذات البعد العلمي والثقافي المستمد من الماضي والمتصل بالحاضر !
هم // رواد عاشقون للديوان ومجذوبون اليه بدماثة خُلق صاحبه وجمّ كرمه ، وبما يحتويه الديوان من بواعث السرور ودوافعِ البهجة وموجبات السعادة !
هي // حشرات طائرة مضرة نجسة ناقلة للأمراض المعدية ، تتطفل على الملذات المنفعية بما تحمله من قاذورات افسادية ، فتحول الطيبات الى مكروهات تشمئز منها الأنفس وتقرف منظرها العيون !
البداية // قادت الصدفة أحدهم الى هذا الديوان الذي يتطرق المقال لقصته ، وحين طرق الباب فُتِحَ له وقوبل بالترحاب وأُجلِس على مرتبة وثيرة تتصدرها طاولة تصطف عليها مختلف أنواع المشروبات اللذيذة الساخنة والباردة ، وبعد الإكتفاء من المشروبات وتناول الأحاديث مع الحاضرين ، مُدّت السفرة ووضع عليها طعاماً شهياً تجذب رائحته الشهية حاسة الشم ، ويغري منظره العين الناظرة ، قبل أن تستطعم حاسة الذوق مذاقه الزكي ، وقبل أن يبسمل المتحلقون حول المائدة ويبدأوا في تناول الزاد الزاهي ، هجمت على السفرة موجهة من الذباب الكريه المحمّل بشتى أنواع وصنوف التسمم والتفسيد والتقزيز ، الأمر الذي أجبر الحاضرين على الانشغال عن تناول الطعام بـ( نش ) الذباب الناقل للسخام ، في محاولة مستميتة لإبعاد الحشرات المضرّة عن المأدبة النافعة !
النتيجة // بعد أن طالت الحرب بين المتلهفين لتناول كرم الكريمين ، مع الذباب اللعين ، وتكدرت النفوس واشمأزت من الظرف المنحوس ، ولاحظ ذلك صاحب الديوان في عيون الضيوف ، أمر المضيّف برفع الصحن بما حضن ، وقد تم التنفيذ فطار الزاد اللذيذ بسبب تطفل الذباب النذيل !
تاريخ الاعداد والنشر 16/10/2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق