علي عبد الله صالح يغازل السعودية بورقة الحوثيين في ميدان السبعين !
علي عبد لله صالح استفز واستثار شركاءه في التصدي للعدوان - أو هكذا يدعي المشاركة - الحوثيين ، وذلك بتحشيد حزبي في حفل استفزازي باذخ في ظروف بالغة السوء أمنياً ومعيشياً ، حيث الابادات الجماعية للمدنيين اليمنيين وجلهم نساء وأطفال لم تنقطع من قبل طيران المعتديين المتحالفين بالاجرام على اليمنيين !
وكان من الأجدى والأصوب والأحق أن يوجه علي صالح حشود حزبه الاحتفالية الى الجبهات القتالية لرفد المقاتلين ودعم المرابطين الحوثيين ومناصريهم من بقية الشعب ( غير المؤتمرين ) ليقوي بهم الصف الصمودي ويعزز التلاحم الشعبي ، لا سيما وأن العالم بدأ يلتفت لليمن ويتحدث عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين اليمنيين من قبل التحالف الذي تقوده السعودية !
لكن علي عبد الله صالح له نوايا خبيثة ومقاصد دنيئة يريد تحقيقها ، فهو يريد العودة للسلطة التي طُرد منها ، ولأن هذا الأمر متعذر وصعب لشخصه بأسباب عديدة ، فأنه يريد تحقيق رغبته من خلال ابنه أحمد ( المتواجد في الامارات ) كأن يكون رئيساً للجمهورية أو نائباً للرئيس أو وزيراً للدفاع محصن ضد العزل !
ومن هنا ، وحيث أن بوادر خلاف بين السعودية والامارات بسبب عزل الامارات للجنوب اليمني واستقطاعه والاستيلاء عليه بما يشبه الاستعمار ، وقد أرسلت السعودية قوة عسكرية الى هناك تحمل رسالة ودلال قوية لـ ( محمد بن زايد ) مؤداها أن تصرفكم غير مقبول وان لم تتوقفوا سنتصرف معكم بما لا يرضيكم ، من هنا دعا علي عبد الله صالح لحشد احتفالي استعراضي استفزازي ، يوجه به عدة رسائل للداخل ( الحوثيين ومناصريهم من غير المؤتمرين ) والخارج ( التحالف بقيادة السعودية ) بأن المؤتمر الشعبي العام قوة فاعلة لا يستهان بها ، وإن بإستطاعته تقزيم الحوثيين بل حتى محاربتهم والقضاء عليهم اذاما وضع التحالف يده بيد رئيس المؤتمر العام ( علي صالح ) وحقق له رغبته في تولية ابنه ( أحمد ) السلطة في اليمن !
والحوثيون فهموا الرسالة ( العفّاشية ) جيداً ، وغضبوا من الاجراء العفّاشي ، وكانت حجتهم واقعية ودامغة حين قالوا ليس من داع للحشد الاحتفالي الباذخ في ميدان السبعين بظروف الفقر والمرض التي تعم البلد ، اضافة الى الحرب المفروضة من قبل السعودية وتحالفها على الشعب اليمني ، وانما الواجب والحق والأصوب توجيه الحشد الاحتفالي المؤتمري الى الجبهات الحدودية لمقاتلة المعتدين !
ولم يقبل علي عبد الله صالح المنطق وقول العقل فيلغي - على الأقل - الاحتفال حتى وأن لم يرسل مجاميع من حزبه المتنعم ( المؤتمر الشعبي العام ) المحتفظ في مخازنه بشتى مختلف أنواع السلاح ، الى الجبهات القتالية تلبية لنداء الواجب الوطني وتحقيقاً لرغبة شركاء النضال ( الحوثيين ) بل أصر وعاند على اقامة الحفل لأن هدفه خلق مشكلة يستغلها ويبني عليها ليتخلى عن شراكة النضال في التصدي للمعتدين ( التحالف بقيادة السعودية ) ويغازل السعودية ملوحاً لها بأنه الفاعل الأقوى في اليمن ويستطيع ترويض وتحييد وحتى محاربة الحوثيين الذين تناصبهم السعودية ( الوهابية ) العداء المذهبي المستحكم ، وعليهم - أي التحالف بقيادة السعودية - التفاوض والتفاهم معه - أي علي صالح - ولا شئ - بالتأكيد - من غير ثمن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق