الثلاثاء، 11 يوليو 2017

كررها يا تميم لتؤدب بها اللئيم

كررها يا تميم لتؤدب بها اللئيم


يوم أمس في برنامج حديث الساعة على ال بي بي سي سأل - متعجباً - أحد المحللين أخر لماذا لم تنتهج مصر منهجية السعودية والامارات فتسحب عمالتها من قطر وتقف أي نشاط لها في قطر سواء استثماري أو تجاري ؟ فرد الموجه له السؤال بأن الوضع الاقتصادي والمعيشي في مصر صعب جداً بل سئ للغاية ولو سُحبت العمالة المصرية أو طُردت من قطر فأنها ستعمل ضغطاً يتولد عن انفجار مدمر يعجّل بأجل السيسي وحكومته في الحكم !

في عهد حسني مبارك توترت العلاقات بين قطر ومصر بسبب تصريح لـ حمد بن جاسم اعتبرته الحكومة المصرية مهيناً لها ، فسحبت مصر سفيرها من قطر وأمرت السفير القطري بمغادرة البلاد ، فاتخذت الحكومة القطرية بهندسة داهية السياسة المحنك حمد بن جاسم قراراً بإنهاء خدمات العمالة المصرية التي تقدر بما يقرب من 300 ألف فرد بما فيها المدرسين والمهندسين والمحاسبين الماليين والمصرفيين البنكيين ، وكان الواحد منهم يعيل - بالمتوسط - 5 أفراد بمعنى أن 15 مليون نفس تعتاش من خير الله في قطر ، فلما وصل المصريون المبعدون من قطر الى مصر نظموا ونفذوا مظاهرات عارمة جابت شوارع القاهرة وبعض المدن الرئيسية المصرية مطالبين الرئيس حسني بمبارك بتوظيفهم وتعويضهم عما فقدوه بسبب سياسته وحكومته الخرقاء ، الأمر الذي لم يستطع تحمله حسني مبارك ، فقام بزيارة خاطفة الى السعودية وطلب من السعوديين التوسط بين مصر وقطر ، ولما فعلت السعودية ، جاء الرد القطري بأن مصر هي التي بدأت بقطع العلاقات وعليها أن تعيد اصلاح ما خربته أي تعيد سفيرها الى قطر وتستقبل سفير قطر ، وهنا طلب حسني عبر الوسيط السعودي أن يعتذر حمد بن جاسم عن تصريحه ( اراد المصري حفظ ماء وجهه ) لكن بن جاسم الذي تفتقده قطر اليوم ، رفض الاعتذار قائلاً ما معناه لم نقل إلا الصحيح وليس عن الصحيح اعتذار والمصريون هم البادئيون بقطع العلاقات وعليهم عودتها أو فليتحملوا نتائجها ، فلم يجد حسني مبارك - تحت ضغط المظاهرات المطالبة بالتوظيف والتعويض - مفراً من تجرّع المهانة والذلّة والانكسار فأمر بعودة السفير المصري واستقبال السفير القطري !

كان على تميم - اليوم - أن يكرر ما كان في تلك الحادثة بأن ينهي خدمات المصريين العاملين في قطر ليرجعوا الى السيسي فيقلبوا حياته وحكومته الى جحيم اضافة الى الجحيم الملتهب الآن في مصر متمثلاً في رفع الأسعار ومضافة الضرائب وتصاعد معدلات البطالة وانتشار اللصوصية والبلطجية في المدن والشوارع المصرية ، فأما أن تستقدم السعودية والامارات المصريين المطرودين من قطر فيكونوا عبئاً ثقيلاً يفاقم الأوضاع في هذين البلدين المتزعزعين بسبب كثرة المشاكل الداخلية والتدخلات الخارجية ، أو أن يدفعوا للسيسي مئات المليارات ليعضو بها العمالة المصرية العائدة من قطر ، فيرهقوا ميزانية بلديهما ويضافعوا معاناة شعبيهم فيثور الشعب المظلوم على الظالمين ، أو أن يتجاهل السيسي ويعاند في الامتناع عن الاستماع لمطالب العائدين من قطر وقد فقدوا مصدر رزقهم بسبب تبعيته للجهلة الحاكمين في الصحراء والأخوار الخليجية ، فيدق أخر مسمار في نعش حكمه وحكومته ، فينطبق عليه المثل القائل " جنت على نفسها براقش " !


تاريخ النشر 6 / 7 / 2017م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...