السعودية هوى بها الى الحضيض عهد الشؤم بالمنهجية الطاووسية !
ما كان للسعودية ولا وجب أن تنجرف الى هذا المستنقع الذي هدر ماء وجهها وأذل شعبها وأردى جيشها وأنفد مالها وأفلس ميزانيتها مما أجبرها على فرض الضرائب التي لم تكن معتادة على شعبها ، وخفض الرواتب وقطع العلاوات المستحقة للموظفين منذ عشرات السنين ، ورفع الأسعار ، ومضافة الرسوم حتى أنتشرت في أغنى دولة مظاهر التسول والإقتيات من القمامة لبعض المحرومين في بلاد المتنعمين من الحاكمين وبطانتهم ومَن له صلة بهم ويسير في ركابهم من المنافقين والانبطاحيين وماسحي الجوخ والمتزلفين ، فصارت البلد عبارة عن عزبة حرامية يديرها صاحب الأولوية في وثائق بنما الخاصة باللصوصية !
لقد انحدرت السعودية في عهد الشؤم بسمعتها الى الحضيض ، وأزالت عنها ما كانت تدعيه بأنها قائدة العالم الاسلامي وحامية حمى المسلمين ، والمصلحة لذات بين المتخاصمين ، ومسماها الثاني بلاد الحرمين ، ودستورها القرآن الكريم ، وما إلى ذلك من المناقب والصفات التي تدعيها السعودية لنفسها ، وقد كانت مستحقة لها - ولو بقدر مقبول - قبل أن يحل عليها عهد الشؤم بسياسة اللؤم الذي اتصف بالطاووسية والغطرسة والعنجهية والجبروت والتجبر والتعالي والاستكبار ، بموازاة من الاستخفاف والإستصغار والاحتقار لكل دول وشعوب الجوار ! فشن عهد الظلم السعودي الحرب العدوانية الظالمة على الجيران الملاصقين بلا مبرر ولا دافع ، ومد العهد السعودية الطاووسي أصابعه الخبيثة المفسدة الى المحيط العربي والاسلامي المحاذي ، بدعم العصابات الارهابية بحجة أنها تمثل ثورات شعبية تريد تغيير أنظمة استبدادية (!) وكأن هرم العهد السعودي المشؤوم الذي بدأ فجر يوم 23 يناير 2015م يقود نظاماً ديمقراطياً متحضراً تسود فيه العدالة والحرية والانصاف والحياة الكريمة القائمة على المبادئ الانسانية بجميع معانيها ومدلولاتها ، ويتولى الفصل بين الناس في الحقوق قضاء حيادي نزيه لا يخضع للإملاءات والأوامر والتعليمات السياسية من ذوي السمو والمعالي والفضيلة ومَن لف لفهم واستظل بظلهم وبطش بطشهم بيدهم تحت حماية سوطهم وتسلط أمنهم !
فلو كان النظام السعودي بقيادة العهد المشؤوم الذي للتو تجاوزعامه الكبيس الثاني ، يدير الدولة التي يتولى أمرها ويسوس الشعب المؤتمن على حقوقه المادية والمعنوية ، بتلك المعاني المثالية ، المذكورة أعلاه ، لإستحق الاشادة والتأييد والتعظيم والتمجيد ، وكيف لا يستحق ذلك وأزيد منه بسموه ونبله حين يبذل ( العهد الجديد ) المال المديد والجهد الجهيد لدعم الثورات بما تريد في بلدان الجوار بحكم - لو كان كذلك - أن مشاعره رقيقة وعواطفه حقيقة ، ومساعيه صادقة بريقة في ما يخدم الانسانية بدءاً بالداخل الوطني ( الأقربون أولى بالمعروف ) ومن ثم في حال الاكتفاء يصدر الفائض الى الخارج ، على اعتبار أنه يصدر لجاره ما يملك ويمارس ويطبّق في بيته !
لكن للأسف لم تكن السعودية وخاصة في عهد " الاستخراء " الذي يقوده مغروم هواء طنجة ، مثالاً يحتذى ونبراساً يقتدى في ما يتعلق بالمبادئ الانسانية والحقوقية والعدالة والحرية ، أي بإختصار " فاقد الشئ لا يعطيه " فكيف للسعودية أن تعكس - جبراً وتعنتاً - هذا المبدأ الواقعي فتدعي أنها تسعى بالخير للشعوب المجاورة مستهدفة تمكينها من نيل حقوقها وامتلاك حرياتها واسعادها بمعيشتها وجميع مناحي حياتها في أوطانها ؟!
كيف للسعودية الادعاء بذلك المسعى النبيل وهي التي لا تعطي شعبها المؤتمنة على حقوقه في وطنه شيئاً يذكر أو يُرى أو يُلمس على أرض الواقع مما تقول أنها تسعى به للجيران والى ما وراء الجوار ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق