تهانينا للمصريين
بثورة قادمة وللسعوديين
بخوازيق متواصلة !
المصرون أساتذة في فنون الابتزاز والغش والحرمنة واللصوصية بإحترافية فائقة ! فحين رأوا ملك السعودية قادماً إليهم بطائرة شحن عملاقة محملة بأكياس " الرز " الدولاري الذي يأسر الشهية برائحته الزكية ويُسيّل اللعاب ببريقه الخلاّب ، حين رأى المصريون ذلك تنادوا للإحتشاد والترحيب غير المعتاد بملك الأنجاد وصحبه الأمجاد ، وأخذوه بالأحضان في مشهد غرامي فتان ، وأمطروه بالقبلات الساخنات من مخرج النخاريره حتى منفذ التخريره ، ولم يتركوا مفردة من عبارات المديح الفضيح إلا وقالوها له ومثلوها أمامه على مسمعه ومبصره ، ثم ختموا الهيصة الاحتفالية بإخبار ملك الصحراء النفطية أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان الملكية ، وكانتا في الحفظ والصون بحماية الحكومات المصرية المتعاقبة على الحكم منذ أن كانت مصر ولاية عثمانية ، حيث أن الملك فيصل بن عبد العزيز قد فوّض جمال عبد الناصر التصرف بالجزيرتين واستخدامهما في ما يشاء نظير المحافظة عليهما وحمايتهما من أطماع الطامعين ( اسرائيل ) لأن السعودية - آنذاك - حديثة النشأة ورخوة التكوين ومعدومة القوة .
وبقى الحال على ما هو عليه بشأن الجزيرتين منذ ذلك التاريخ حتى جاء عهد القوة ( الرزية ) السعودي ممثلاً في رمز الكرم الحاتمي ( سلمان السلولي ) الذي برع في نثر الرز على الكثير من الدول ذات المكانة الساسية والفاعلية العسكرية والتأثيرالاعلامي !
وهنا سنحت الفرصة للمصريين لينتهزوها بحركة لصوصية ذكية تتمثل في اخبار الضيف ومستشاره الخاص ( ابنه ) وزير الدفاع الطامح لتكوين تحالف بقيادته يفرض به الهيمنة على جيرانه ، اخباره بأن المصريين يريدون اعادة الادارة والحماية على الجزيرتين الى أهلهما الحقيقيين ( السعودية ) فالحرب مع اسرائيل انتهت الى غير رجعة بإتفاق كمب ديفيد وضمان أمريكي بعدم العودة والضربة القاصمة لمن يفكر في نقض الاتفاق ، والسعودية صارت دولة قوية تستطيع حماية الشرق الأوسط بأكمله وليس جزيرتين شبه مهجورتين في اتصال البحر الأحمر بخليج العقبة !
فأصغى سلمان وابنه للحديث المصري الساحر ، ولم يطيلا التفكير في أبعاد ومرامي العرض الكبير، بل فوراً نادى ملك نجد المجيد على ابنه الصنديد وقال له حرر ووقع شيكاً بثلاثة مليارات دولار ( هبة ) للحكومة المصرية باسم السيسي اضافة الى مشتقات بترولية متنوعة بقيمة 500 مليون شهرياً ، ونادى على وزير التجارة السعودي وقال له ابدأ مع الاخوة المصريين في اعداد مشروع انمائي واستثماري بتمويل سعودي في سيناء !
وحين تم ذلك واستلم المصريون المطلوب نقداً والمشروع تعهداً مؤثقاً ، وبعد أن غادر الوفد التمويلي السعودي برئاسة سلمان السلولي ، ووصل الى أرض الرز المنثور والشعب المقهور، تداعى المصريون للتظاهر والاحتجاج الرافض للتنازل عن الجزيرتين لصالح السعودية !
فغضب سلمان وأوقف المشتقات البترولية عن مصر ، ولم يستطع استرجاع المليارات الدولارية لأنها سيولة تم صرفها !
ثم اشتعلت بعد ذلك وترتباً عليه نيران الاعلام التشاتمي بين البلدين وكلاهما مشهور بزفارة البيان وبذئ اللسان ، وصار الوضع بين البلدين كحالة البحر للعارفين ( مد وجزر ) حتى هذه الساعة التي وافق فيها البرلمان المصري على المشروع المقدم من الحكومة السيسية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية ترسيماً يُدخل الجزيرتين المتنازع عليهما ضمن الملكية السعودية ، ولم يتأخر الرد المصري الشعبي على التصرف البرلمان بل تنادت الجماهير الغاضبة مباشرة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بثورة شعبية عارمة تقتلع النظام السيسوي وتُرحِّل السيسي الى السعودية ليلحق بزميله زين العابدين بن علي والدنبوع عبد ربه هادي ، فالسعودية صارت حاوية تجميع نفايات !!
تهانينا للمصرين بثورة قادمة وللسعوديين بخوازيق متتابعة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق