لم تجد السعودية على مدى تاريخها ومليارات رشاويها عبداً مطيعاً خاضعاً خانعاً بمرتبة رئيس دولة إلا عبد الفتاح السيسي الذي انتخبه المصريون رئيساً للجمهورية في 3 يونيو 2014م ( 96,94% ) تكريماً له ومكافأة عن دوره المشهود - من خلال المؤسسة العسكرية التي كانت تحت قيادته - في اسناد المظاهرات التي اجتاحت المحافظات المصرية يوم 30 يونيو 2013م مطالبة بإسقاط النظام الكهنوتي الاخونجي حيث تحقق ذلك في 3 يوليو من ذات العام حين تم تعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور من قبل الجيش رئيساً مؤقتاً للبلاد .
ومنذ ذلك الحين الذي تربع فيه السيسي على الكرسي ظهر جلياً لكل عين المسار الذي ستسير عليه السياسة المصرية بقيادة السيسي وهو مسار الضعف والانهزامية والخنوع والتبعية ( ضعف في الداخل وانهزامية في الخارج وتبعية للمصدر المالي ) حيث برهن السيسي عن هذا الثلاثي الموهن بعجز سياسته وادارته عن التصدي بحزم وحسم للإرهاب الذي بدأ بحصد الجنود المصريين كما يحصد الفلاح البرسيم ! وعجز السيسي عن ثني أُثيوبيا من الاستمرار في مشروع سد النهضة الذي يتسبب بضرر مائي للدولة المصرية قبل أن يتم التوصل لحل يحفظ الحقوق بالتوازن والتساوي في المجرى المائي الحيوي ، وجاءت الطامة الكبرى بأن اعتمد السيسي مبدأ تأجير الجنود المصريين لمن يدفع المال وكأنهم قطع أثاث يؤجر لحوانيت الموبقات ، وتمثل ذلك في تأجير مفرزتين من القوة الجوية والبحرية للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية بالحرب على اليمن ، ثم ألحّ السعوديون على السيسي - وقد تيقنوا من ضعفه وشراهته للمال - بأن يؤجرهم جنود مشاة مصريين ليكونوا على الحدود بين السعودية واليمن حاجز صد لتلقي الصدمات والهجمات اليمنية دون " جيش الكبسة " الذي يحميه المال لا السلاح ! وقد لبى السيسي الطلب السعودي فدفع بـ 800 جندي مشاة مصري الى أتون الجحيم ببضعة ملاليم !
الآن اتضحت الصورة السيسية للشعب المصري وعرفوا أن السيسي بواب دولة للتأجير وليس رئيس دوالة للتطوير ، فبدأ يدب في ضمائرهم ويتراود في ما بينهم أن كرامة دولتهم قد هُدرت ، وعزّتهم الوطنية قد وُهنت ، والمكانة التاريخية والحضارية والثقافية والعلمية لجمهورية مصر العربية قد مُسحت وكأن الدولة للتو تُنشأ على وجه الكرة الأرضية ، والرمزية القيادية لأرض الكنانة في العالمين العربي والاسلامي قد سحبت لصالح دولة الظلام والتخلف الرجعية الوهابية ؛ وحينئذ تنادى المصريون لمظاهرات في ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك ، لإفهام النظام أنه ليس بأحسن ولا أقوى من سابقيه وأن مصر ليست للتأجير والتبعية مهما كان الثمن والمنفعة الدنيوية ، وأن مَن يفكر بجعل مصر تابعة خانعة لأي نظام في العالم لا يشرف المصريين أن يكون رئيساً لهم وعليه الرحيل كسابقيه .
تاريخ النشر21/1/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق