الأحد، 24 يناير 2016

الشعب المصري يحكم على سياسة السيسي في 25 يناير


لم تجد السعودية على مدى تاريخها ومليارات رشاويها عبداً مطيعاً خاضعاً خانعاً بمرتبة رئيس دولة إلا عبد الفتاح السيسي الذي انتخبه المصريون رئيساً للجمهورية في 3 يونيو 2014م ( 96,94% ) تكريماً له ومكافأة عن دوره المشهود - من خلال المؤسسة العسكرية التي كانت تحت قيادته - في اسناد المظاهرات التي اجتاحت المحافظات المصرية يوم 30 يونيو 2013م مطالبة بإسقاط النظام الكهنوتي الاخونجي حيث تحقق ذلك في 3 يوليو من ذات العام حين تم تعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور من قبل الجيش رئيساً مؤقتاً للبلاد .

ومنذ ذلك الحين الذي تربع فيه السيسي على الكرسي ظهر جلياً لكل عين المسار الذي ستسير عليه السياسة المصرية بقيادة السيسي وهو مسار الضعف والانهزامية والخنوع والتبعية ( ضعف في الداخل وانهزامية في الخارج وتبعية للمصدر المالي ) حيث برهن السيسي عن هذا الثلاثي الموهن بعجز سياسته وادارته عن التصدي بحزم وحسم للإرهاب الذي بدأ بحصد الجنود المصريين كما يحصد الفلاح البرسيم ! وعجز السيسي عن ثني أُثيوبيا من الاستمرار في مشروع سد النهضة الذي يتسبب بضرر مائي للدولة المصرية قبل أن يتم التوصل لحل يحفظ الحقوق بالتوازن والتساوي في المجرى المائي الحيوي ، وجاءت الطامة الكبرى بأن اعتمد السيسي مبدأ تأجير الجنود المصريين لمن يدفع المال وكأنهم قطع أثاث يؤجر لحوانيت الموبقات ، وتمثل ذلك في تأجير مفرزتين من القوة الجوية والبحرية للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية بالحرب على اليمن ، ثم ألحّ السعوديون على السيسي - وقد تيقنوا من ضعفه وشراهته للمال - بأن يؤجرهم جنود مشاة مصريين ليكونوا على الحدود بين السعودية واليمن حاجز صد لتلقي الصدمات والهجمات اليمنية دون " جيش الكبسة " الذي يحميه المال لا السلاح ! وقد لبى السيسي الطلب السعودي فدفع بـ 800 جندي مشاة مصري الى أتون الجحيم ببضعة ملاليم !

الآن اتضحت الصورة السيسية للشعب المصري وعرفوا أن السيسي بواب دولة للتأجير وليس رئيس دوالة للتطوير ، فبدأ يدب في ضمائرهم ويتراود في ما بينهم أن كرامة دولتهم قد هُدرت ، وعزّتهم الوطنية قد وُهنت ، والمكانة التاريخية والحضارية والثقافية والعلمية لجمهورية مصر العربية قد مُسحت وكأن الدولة للتو تُنشأ على وجه الكرة الأرضية ، والرمزية القيادية لأرض الكنانة في العالمين العربي والاسلامي قد سحبت لصالح دولة الظلام والتخلف الرجعية الوهابية ؛ وحينئذ تنادى المصريون لمظاهرات في ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك ، لإفهام النظام أنه ليس بأحسن ولا أقوى من سابقيه وأن مصر ليست للتأجير والتبعية مهما كان الثمن والمنفعة الدنيوية ، وأن مَن يفكر بجعل مصر تابعة خانعة لأي نظام في العالم لا يشرف المصريين أن يكون رئيساً لهم وعليه الرحيل كسابقيه .




تاريخ النشر21/1/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟

بجرة قلم تباعدوا .. وبجرة قلم تحاضنوا !؟ في لحظة غياب عقل ( وهو - خلقة - غائب في هذه البقعة البقعاء ) تزاعلوا ، علامَ ؟ لا أحد يعلم ! وتب...