لماذا لا يتم التطبيع مع اسرائيل ؟!
جميع المنصفين – من أصحاب العقول الرزينة والعواطف السجينة – يعلمون بأن اسرائيل لم تعتدِ يوماً على دولة عربية ( من غير سبب ) منذ أن قامت – من جديد - الدولة العبرية في بداية القرن العشرين , و العكس هو الصحيح , أي أن العرب هم الذين كانوا وما انفكوا يشنون الحروب والاعتداءات على اسرائيل , ويهددونها ويتوعدون شعبها بالزوال وسوء المآل في كل خطاب ومقال ! وهم ( العرب ) الذين بدأوا بجميع الحروب التي حصلت مع الاسرائيليين , بيد أن الاسرائيليين كانوا يسحقون العرب ويردونهم على أدبارهم خاسرين وفي سعيهم خائبين , وذلك في ختام كل حرب يشنونها ظلماً وعدواناً ضد اسرائيل .. الله لا يحب الظالمين ولا ينصر المعتدين .
وحين أراد جمال عبد الناصر أن يكون زعيماً أوحداً للأمة العربية من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها وفوق أرضها وتحت سمائها , ومهّد لذلك بالإرعاد والإزباد والقسم والتعهد بأن لا يبقي للإسرائيليين بقية حيّة , وأن يلقي بهم في البحر الأبيض المتوسط طعاماً وإكراماً للأسماك الجائعة المشتاقة للحوم البشرية ؛ في حين ذاك شن العرب بقيادة مصر ( جمال عبد الناصر ) الحرب على اسرائيل ( 5 حزيران 1967م ) , وكانت النتيجة لإسرائيل الانتصار والشموخ والفخار , وللعرب الخزي والعار والخراب والدمار! .
وكشفت تلك الحرب مدى الخور والانحدار الذي هم فيه عرب الشعارات الجوفاء والسياسات الخرقاء , حيث سحق جيش الدفاع الإسرائيلي أربع جيوش عربية في المواجهة المباشرة وأخرى بعدد الدول العربية أتت من الأقاصي مناصرة ومساندة , وأسفرت تلك الحرب عن احتلال اسرائيل لكامل سيناء من مصر , وكامل الضفة الغربية من الأردن , وكامل الجولان من سوريا , و( التحلية ) بكامل جنوب لبنان !
ثم بعد ذلك قالت اسرائيل لهؤلاء المهزومين الذين لم تجف أحبار خطاباتهم التهديدية : ان أردتهم السلام واعادة الأراضي التي ليست أرضاً اسرائيلية تم تحريرها واستعادتها الى ملكية أهلها ( بني اسرائيل ) فعليكم ابرام معاهدة سلام بالاعتراف والاحترام , والتوقيع على اتفاقية عدم اعتداء ممهورة بالضمان الدولي , والبدء في المباشرة بالتطبيع الدبلوماسي والاقتصادي والاعلامي مع اسرائيل , وان لم تقبلوا فـ" أعلى ما في خيلكم اركبوه " .
وهنا انقسم العرب الى قسمين :
1) قسم ركن للعقل واحتكم اليه فتبين له أن رفض العرض الاسرائيلي يعد جنوناً يسوق الى التهلكة والاندثار , ففضل منطق العقل وباشر في الصلح مع اسرائيل بالتطبيع التام بجميع درجاته وتصنيفاته ؛ وكان أول الشجعان الرئيس المصري ( أنور السادات ) حيث أنقذ سيناء باتفاقية سلام وصلح مع اسرائيل , ولحق به مسرعاً ملك الأردن ( حسين ) ففك الارتباط بالضفة الغربية باعتبارها أرضاً فلسطينية والفلسطينيون أولى بادارة شؤونهم , وأبرم اتفاقية سلامة وصلح مع الاسرائيليين .
2) قسم رأى نفسه الأذرب ورأيه الأصوب فكابر ولم يستجب , ومنذ ذلك التاريخ المخزي ( نكبة حزيران ) الى هذا اليوم وحالهم من سئ الى أسوأ ومن ردئ الى أردأ !
صانع القرار ومتولي القيادة في العالم العربي يفترض فيه الجرأة والصدق ومخاطبة الناس بمنطق العقل لا بتخدير العاطفة فيقول : إن اسرائيل حقيقة واقعة وازالتها من الوجود عملية مستعصية , بل مستحيلة , وعلى العرب التخلي عن الكبرياء الزائفة , والتواضع الى مستوى قدراتهم وامكانياتهم , ويتخلوا عن الصراخات التوعدية والشعارات التهديدية , وأن يقرأوا صفحات الواقع الماثل ببصرٍ وبصيرة , ثم يتخذوا القرار الشجاع بالتطبيع الشامل مع دولة اسرائيل , ليتم التعايش السلمي بين العرب والاسرائيليين فيسعد الجميع وينعم الكل بنهاية الدوامة الدموية.
وحين أراد جمال عبد الناصر أن يكون زعيماً أوحداً للأمة العربية من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها وفوق أرضها وتحت سمائها , ومهّد لذلك بالإرعاد والإزباد والقسم والتعهد بأن لا يبقي للإسرائيليين بقية حيّة , وأن يلقي بهم في البحر الأبيض المتوسط طعاماً وإكراماً للأسماك الجائعة المشتاقة للحوم البشرية ؛ في حين ذاك شن العرب بقيادة مصر ( جمال عبد الناصر ) الحرب على اسرائيل ( 5 حزيران 1967م ) , وكانت النتيجة لإسرائيل الانتصار والشموخ والفخار , وللعرب الخزي والعار والخراب والدمار! .
وكشفت تلك الحرب مدى الخور والانحدار الذي هم فيه عرب الشعارات الجوفاء والسياسات الخرقاء , حيث سحق جيش الدفاع الإسرائيلي أربع جيوش عربية في المواجهة المباشرة وأخرى بعدد الدول العربية أتت من الأقاصي مناصرة ومساندة , وأسفرت تلك الحرب عن احتلال اسرائيل لكامل سيناء من مصر , وكامل الضفة الغربية من الأردن , وكامل الجولان من سوريا , و( التحلية ) بكامل جنوب لبنان !
ثم بعد ذلك قالت اسرائيل لهؤلاء المهزومين الذين لم تجف أحبار خطاباتهم التهديدية : ان أردتهم السلام واعادة الأراضي التي ليست أرضاً اسرائيلية تم تحريرها واستعادتها الى ملكية أهلها ( بني اسرائيل ) فعليكم ابرام معاهدة سلام بالاعتراف والاحترام , والتوقيع على اتفاقية عدم اعتداء ممهورة بالضمان الدولي , والبدء في المباشرة بالتطبيع الدبلوماسي والاقتصادي والاعلامي مع اسرائيل , وان لم تقبلوا فـ" أعلى ما في خيلكم اركبوه " .
وهنا انقسم العرب الى قسمين :
1) قسم ركن للعقل واحتكم اليه فتبين له أن رفض العرض الاسرائيلي يعد جنوناً يسوق الى التهلكة والاندثار , ففضل منطق العقل وباشر في الصلح مع اسرائيل بالتطبيع التام بجميع درجاته وتصنيفاته ؛ وكان أول الشجعان الرئيس المصري ( أنور السادات ) حيث أنقذ سيناء باتفاقية سلام وصلح مع اسرائيل , ولحق به مسرعاً ملك الأردن ( حسين ) ففك الارتباط بالضفة الغربية باعتبارها أرضاً فلسطينية والفلسطينيون أولى بادارة شؤونهم , وأبرم اتفاقية سلامة وصلح مع الاسرائيليين .
2) قسم رأى نفسه الأذرب ورأيه الأصوب فكابر ولم يستجب , ومنذ ذلك التاريخ المخزي ( نكبة حزيران ) الى هذا اليوم وحالهم من سئ الى أسوأ ومن ردئ الى أردأ !
صانع القرار ومتولي القيادة في العالم العربي يفترض فيه الجرأة والصدق ومخاطبة الناس بمنطق العقل لا بتخدير العاطفة فيقول : إن اسرائيل حقيقة واقعة وازالتها من الوجود عملية مستعصية , بل مستحيلة , وعلى العرب التخلي عن الكبرياء الزائفة , والتواضع الى مستوى قدراتهم وامكانياتهم , ويتخلوا عن الصراخات التوعدية والشعارات التهديدية , وأن يقرأوا صفحات الواقع الماثل ببصرٍ وبصيرة , ثم يتخذوا القرار الشجاع بالتطبيع الشامل مع دولة اسرائيل , ليتم التعايش السلمي بين العرب والاسرائيليين فيسعد الجميع وينعم الكل بنهاية الدوامة الدموية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق