جعران ... والكريم والضيفان
في احدى المدن ذات الأغلبية السكانية البدوية يوجد رجل من الكرماء لا يغلق باب ديوانه , ولا يكف عنه الرواد , سواء القادمين من بعيد أو من أهل المنطقة , حيث أن له شُهرة وعنوان يُعرف ويُستدل عليه بهما .
وهذا الرجل المشهور بالكرم والإحتفاء بالضيفان لديه – كعادة بعض الناس – كلب – أعزكم الله – اتخذه للحراسة والتنبيه , خاصة في الليل , حيث الغفوة والغفلة , وهذا الكلب مشهور بالختل (المخادع ) فهو اذا رأى سائراً بالقرب من البيت هجم عليه (( ختلاً )) من غير نباح ملفت فعقره ؛ ومن كثرة ما تضائق وتذمر وامتعض واشتكى زوار الرجل المشهور بالطيبة والكرم أمر – هو - أبناءه أن يربطوا في رقبة الكلب ( دبة ) أي ( تنكة ) من الحديد الخفيفة , بحيث اذا هجم الكلب على عابر الطريق أو زائر البيت تُحدِثُ الـ( دبة ) صوتاً مجلجلاً , فيتنبه المهجوم عليه ويرد على الكلب بعضا أو حصى يبعده بها عنه .
وفي ذات يوم كان أحد الزوار الدائمين - وهو شاعر - في ديوان الرجل الكريم يتناول القهوة ويتبادل الحديث مع صاحب الديوان , واذا بهما يسمعان جلبة في الخارج فخرجا سوياً يستطلعان الأمر , واذا برجل يصارع الكلب , ومع كل حركة إحتراك كرٍ وفرٍ بين الرجل والكلب تُصدِرُ ( الدبةُ ) صوتاً مزعجاً , فنهر صاحب الديوان الكلبَ وحذفه بحجرٍ , وأبعدَه عن الزائر , ثم اصطحب ضيفه الى الديوان , فأكرمه , وتأسف له , واعتذر عما صار ؛ وهنا تمثل الزائر الأول ( الشاعر ) ببعض الأبيات من الشعر النبطي تعليقاً على استعمال صاحب الديوان للكلب الذي طالما أساء الى صاحبه , ونفّر زواره ومحبيه , عن ديوانه , تجنباً منهم لصراعات الكلب , وتفادياً لما قد يُزعل أهله , اذاما أُجْبِرُ الزائرون على اتخاذ أمرٍ في شأنه !
فقال الشاعر :
جعران ... والكريم والضيفان
1 - ياشيخ راع الكرم والطيب = يامشرعٍ دوم ديوانك
2 - ترى الجعر معلمة للعيب = لا تجعله دون بيبانك
3 - يحد ضيفك عنك تجنيب = والشين يرميه في شانك
4 - مكروه مفسد على تخريب = مابين ذاتك وضيفانك
5 - جاك الذي منبعه تجريب = بالعنونة صوب عنوانك
6 - بالفود ناصح بلا تغصيب = ولاينصحك غيرصدقانك
7 - والعكس قايم على الترتيب = بالخير ما جاب عدوانك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق